الشيخ الصفار: كيف نجذب القلوب لأهل البيت (ع)

مكتب الشيخ حسن الصفار عبدالباري الدخيل - تصوير ابو ماريه

 

بدعوة من سماحة السيد محمد رضا السلمان شارك سماحة الشيخ حسن الصفار في الاحتفال المقام في جامع الإمام الحسين بالمبرز وذلك مساء يوم الأحد 15/8/1432هـ الموافق 17/7/2011م.

وقد جاءت كلمة سماحة الشيخ الصفار حول واجب نشر محبة أهل البيت ، وعن الطرق الأفضل لجذب القلوب نحو أهل البيت .

وقد بدا الحفل بقصيدة لسماحة السيد السلمان ثم كلمة رحب فيها بسماحة الشيخ الصفار، جاء فيها: اترك المساحة لشيخنا الفاضل والمفكر المبدع الخطيب الذي لا يشق له غبار، لنستفيد من نفحاته.

السيد محمد رضا السلمان
السيد محمد رضا السلمان

وقد جاءت كلمة سماحته على محاور ثلاثة، محاولا من خلالها الإجابة على سؤال (كيف نحبب أهل البيت للناس؟)، طالب في المحور الأول أن يكون أتباع أهل البيت أنموذجا جاذبا للآخرين، وفي المحور الثاني تحدث عن نشر معارف أهل البيت بين الناس، وفي المحور الثالث أكد على حسن التخاطب والتعامل مع الآخرين.

هذا وقد بدأ الشيخ الصفار محاضرته بحمد الله وشكره على نعمة الولاء لأهل البيت ، مؤكدا أن هناك فريضة موازية هي امتداد لفريضة المودة وهي فريضة نشر محبة أهل البيت في المجتمع، إذ لا يكفي أن تكون محبا لأهل البيت، وإنما عليك أن تنشر محبتهم بين الناس.

 وقال: النصوص الواردة عن أهل البيت تشير إلى أن على الإنسان المؤمن أن يكسب محبة الآخرين إلى أهل البيت، فقد ورد عن الإمام الصادق  قوله: «يا معشر الشيعة إنكم قد نسبتم إلينا، كونوا لنا زينا، ولا تكونوا علينا شينا»، وعنه : «إياكم أن تعملوا عملا نعيّر به، فإن ولد السوء يعيّر والده بعمله»، وعن الإمام العسكري : «اتقوا الله وكونوا زينا، ولا تكونوا شينا، جرّوا إلينا كلّ مودة وادفعوا عنا كل قبيح». ورواية أخرى عن الأمام الصادق : «رحم الله عبدا استجر مودة الناس إلى نفسه وإلينا»، وجاء في حديث آخر: «حببونا إلى الناس ولا تبغّضونا إليهم».

مشيرا سماحته إلى أن النصوص كثيرة في هذا المجال، وهي تركز على أن الشيعي ينبغي أن يستقطب الآخرين إلى محبة أهل البيت ، وفيها تحذير أيضا من التسبب في تنفير الآخرين وابتعادهم عن أهل البيت .

وحول سؤال: كيف نحبب الناس لأهل البيت قال سماحته أن هناك عوامل ثلاثة هي:


الشيعي النموذج

العامل الأول أن يكون أتباع أهل البيت أنموذجا مشرقا جاذبا، فالناس عقولهم في عيونهم، الناس ينظرون إلى النظريات والمدارس والعقائد من خلال الأتباع، فإذا كان الأتباع في وضع حسن وجاذب، انجذب الناس إليها، فسلوك أتباع أهل البيت وواقعهم كأفراد وكمجتمع يجب ان يكون في أفضل وضع، من حيث التلاحم الداخلي، والسلوك العام، وفي مختلف الجوانب والجهات، ونحن نعلم أن كثيرين قد اقبلوا على مدرسة أهل البيت من خلال ما رأوا من مواقف جهادية واستقامة والتزام عند أتباع هذه المدرسة.


نشر المعارف

العامل الثاني نشر معارف أهل البيت، فالعالم يجهل أهل البيت، ونحن بحاجة إلى أن نكتب وننشر وننشئ فضائيات تخاطب العالم من خلال وعيهم ولغتهم وعقولهم لنعرفهم بأهل البيت وبمدرستهم.

لا ينبغي لنا أن نشعر بأننا قد أدينا الواجب إذ نحتفل بليلة النصف من شعبان، أو نحتفل بعاشوراء في داخل مجتمعنا ونؤوب إلى بيوتنا، ونستلقي على فرشنا، ونردد:  الحمد لله، قمنا بالواجب تجاه أهل البيت، هذا جزء من الواجب وليس كل الواجب تجاه أهل البيت، فالواجب "حببونا إلى الناس" وانشروا علومنا بين الناس "فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا"، إن إيصال فكر أهل البيت ومناهجهم ومعارفهم للعالم مسؤوليتنا جميعا، ولن يسامحنا التاريخ إن قصرنا في ذلك، فالناس بحاجة إلى هذا المعين النقي، ولهذه المعارف الربانية.


حجامع الامام الحسين بالمبرزسن التخاطب والتعامل

العامل الثالث حسن التخاطب والتعامل مع الناس: فإن منهج القران التربوي يأمر الإنسان المسلم بأن يخاطب الآخرين بالخطاب الحسن ﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ، و﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، نحن مطالبون بالتخاطب مع الآخرين بالخطاب الإنساني والعلمي المعرفي، ولا يصح لنا  أن نستجيب للمتطرفين الذين يحاولون جرنا إلى التطرف، لا يصح لنا أن نقع في الفخ، لان "كل إناء بالذي فيه ينضح"، إذا كانوا يشتمون ويكفرون فهذا ما في إناءهم، أما نحن فنغرف من إناء آخر، إناء مدرسة أهل البيت ، مدرسة القيم والأخلاق الرفيعة، مدرسة ﴿وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما، لذلك ينبغي ان يكون خطابنا وأسلوبنا، كما كان أئمة الهدى صلوات الله وسلامه عليهم الذين كان خطابهم وسلوكهم القرآن الكريم ﴿وإذا مروا باللغو مروا كراما، وهذا ما يركز عليه أهل البيت في حديثهم، يجب أن نوصل إلى الناس جواهر وثراء هذه المدرسة، وذلك لا يكون إلا بحسن التعامل مع الناس، والدفع بالتي هي أحسن.

وختم الشيخ الصفار حديثه بالإشارة إلى ما يجري في العالم، وكيف أن الشعوب في كل مكان تشعر بالظمأ، وتشعر بالمعاناة، وسياط الظلم أصبحت تتلوى على ظهور أبناء الشعوب في مختلف البقاع والأماكن، لذلك تتجه القلوب والعقول تطلعا وبحثا عن العدل والحرية والكرامة،  وسيكون تحقيق ذلك على المستوى العالمي على يد  المنقذ الإمام المهدي .

الشيخ الصفار والسيد السلمان

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
السيد عبدالله
[ المبرز ]: 26 / 7 / 2011م - 7:41 ص
السلام عليكم
جزيل الشكر لشيخنا الفاضل لتلبيته دعوة السيد الجليل أبوعدنان ونسأل الله أن يديم ظلهما الوارف ونستفيد من أفكارهم النيره
وكل الشكر والتقدير على القائمين على هذا الموقع

تقبلوا تحياتي