مكتب الشيخ الصفار يحتفي بالمثقف حسين الشيخ

مكتب الشيخ حسن الصفار حسين زين الدين - تصوير: أبو مارية

احتفى مكتب سماحة الشيخ حسن الصفار مساء يوم الخميس 27 شعبان 1432هـ الموافق 28 يوليو 2011م الأستاذ حسين الشيخ لعطائه الاجتماعي والفكري وبمناسبة عزمه على السفر لإكمال دراساته العليا في الولايات المتحدة الأمريكية.

بدأ الحفل  بآيات عطرة من القرآن الكريم تلاها الأستاذ عبد الجبار الشافعي، بعدها قدم الأستاذ فريد النمر فقرات حفل التكريم، مستعرضا جانبا من  سيرة المُحتفَى به الذي نذر نفسه للعمل الاجتماعي والديني والفكري بكل ما أوتي من قدرة وقوة.

بعدها تحدث راعي الحفل سماحة الشيخ حسن الصفار بكلمة ركز فيها على دور المثقف الديني وجدلية العلاقة بين العلم والثقافة، مؤكدا على حاجة المجتمع الماسة إلى وجود "شريحة المثقفين الدينيين".

وذكر الشيخ الصفار في بداية كلمته بحق المُحتفَى به: "حينما نكرم أخانا الأستاذ حسين الشيخ، فإنما نكرم دورا نحن بأمس الحاجة إليه، وهو دور المثقف الديني في المجتمع".

وأوضح أننا "تعارفنا أن الثقافة الدينية والنشاط الديني موكل إلى علماء الدين، فالعالم الديني هو مصدر العطاء المعرفي في المجتمع الديني".

وبين أن هناك كتابات وأبحاث حصلت في الثقافة الأوروبية تدور حول جدلية العلاقة بين العلم والثقافة نتج عنها نوع من التصنيف والفرز بين العالم والمثقف،فالعالم من يهتم بعلوم الطبيعة، والمثقف من يهتم بالشؤون الإنسانية.

ملفتا إلى أن هذه الجدلية لم تكن قائمة في ساحة الفكر الإسلامي، موضحا أن في الفكر الإسلامي إشادة بالعلم والمعرفة  في كل مستوياتها وبجميع المنتمين إليها، مشيرا إلى أنه لا يوجد في نصوصنا  الدينية "مصطلح المثقف".

وأشار إلى أن هناك عددا كبيرا من علماء الدين وجهوا جهدهم نحو المعرفة الدينية التخصصية، ولم يشملوا بجهدهم ما يرتبط بالحياة العامة وبالتطورات الفكرية والثقافية في العالم والمجتمع.

في المقابل أوضح  سماحته أن هناك عددا من علماء الدين جمعوا بين تبحرهم وتعمقهم في العلوم الدينية التخصصية وبين اطلاعهم على الثقافة العامة على ما يرتبط بأوضاع الإنسان في جميع الجوانب والمجتمعات. مؤكدا على أن لدينا "علماء دين مثقفون".

مستشهدا بالعديد من الشخصيات العلمائية الدينية من أمثال المرجع الشهيد السيد محمد باقر الصدر، والشهيد مرتضى مطهري.

وتطلع سماحته أن تكون في مجتمعنا شريحة من المثقفين الذي يصرفون جهدهم في معرفة العلوم الدينية ومن ثم ينطلقون من الثقافة الإنسانية في حركتهم مع أخذ دورهم في المجتمع.

وذكر سماحته أن ما يميز المثقف الديني عن عالم الدين التقليدي يعود في الأصل لأمرين: الأول بأن المثقف يمتلك المعرفة أو جانبا من المعرفة  في شؤون الحياة والفكر، والثاني كون المثقف أكثر حرية من رجل الدين في الحراك الثقافي دون قيود أو أعراف تقف في وجه حركته في المجال الاجتماعي.

من جهته تحدث الأستاذ محمد المحفوظ عن المُحتفَى به عبر ثلاثة دوائر رئيسه أثرت في صقل شخصيته وفكرة، تمثلت الدائرة الأولى في حضوره الثقافي والأدبي الشخصي، وتمثلت الثانية في الاهتمام بالتراث العلمي والفكري لسماحة العلامة الدكتور عبد الهادي الفضلي، فيما تمثلت الثالثة في مساهماته وأنشطته الثقافية المختلفة في هذه المنطقة. معتبرا أن ما يميز الأستاذ حسين الشيخ هو "امتلاكه نزعة الخدمة" للآخرين.

بعدها ألقى الدكتور محمد الحيان بالنيابة عن المشرف العام على لجنة الهدى الأستاذ علي مرار، ذكر فيها "كانت للأستاذ إسهامات كبيرة ودور بارز في مجلس غدارة المركز لسنوات عديدة وكانت آراؤه ومقترحاته محل اهتمام وتقدير كبيرين من الأعضاء.كما كان له أنشطة اجتماعية كثيرة ومتنوعة فلقد رافقته عاملا في لجنة الاحتفالات بالقديح وكذلك في برنامج الإمام المجتبى الرمضاني بالقديح، إضافة لإسهاماته الكثيرة في اللجان العاملة بالقديح خاصة والقطيف عامة".

وتابع بالقول: "كان للأستاذ أبي علي فضل كبير في تطوير المناهج في المنطقة بشكل خاص والتعليم الديني بشكل عام".

وأضاف الدكتور محمد الحيان على كلمة آل مرار "كان أبو علي يحظى وبكل عفوية على إعجاب كل من يجالسه وان كثيرا من معارفه والكثير من أعضاء مركز الهدى يحملون تجاهه، بالإضافة إلى مشاعر الإعجاب والاقتداء مشاعر الحب والإخاء".

معتقدا  أن سبب هذا الإعجاب والجاذبية  هو "المقدار الثقافي والعلمي الكبير الذي يتحلى به أبو علي أو أن السبب قد يكون لالتزامه بواجباته تجاه الأعمال التطوعية بتفان وإتقان".

وأضاف "عرفت فيه الطيبة والمودة أكثر من أي أمر آخر، وعرفت فيه حب الآخرين وتقديم المساعدة لهم، وعرفت فيه الإيثار وتقديم مصالح الآخرين على مصلحته الشخصية. كل هذه الصفات تجتمع في أبي علي فضلا عن الكاتب أو المثقف أو المفكر".

وقال عنه الأستاذ فؤاد الفضلي في كلمتة الموجزة: كان الأستاذ حسين الشيخ المحور الرئيسي في لجنة المؤلفات لسماحة الدكتور الفضلي، مضيفا كانت لملازمته لمجلس الدكتور الدور في الحفاظ على تراث الدكتور الفضلي. موصيا الأستاذ بمواصلة دراسته إلى أن يصل إلى مرحلة تحتاجها إلى البلد.

بعدها تحدث المُحتفَى به الأستاذ حسين الشيخ عن سيرته وعلاقته باللجان والمؤسسات المتنوعة في المجتمع التي تشرف بالانضمام والعمل فيها بدء من ارتباطه بجماعة الهدى، مرورا بملازمته لسماحة العلامة الشيخ الدكتور الفضلي والتأثر بفكره وعلمه وانضمامه بعدها إلى لجنة المؤلفات، وانتهاء بارتباطه بمكتب سماحة الشيخ الصفار، ومشيدا ببقية المؤسسات والفعاليات الأخرى، وعلى رأسها: بيت الحكمة بقيادة الشيخ علي الفرج أستاذه الذي يكن له كل محبة واحترام بحسب وصفه. ولجنة دعم وتطوير المراكز الصيفية، ومجلس القديح، ومركز آفاق للدراسات والبحوث، ومجلة الكلمة.

وفي سياق كلمته قال: "من المناسب الإشارة إلى أن جميع الفعاليات الاجتماعية والثقافية التي تشرفت بالانضمام والعمل فيها كانت بيئات احتضنتني بجانب العديد من إخوتي".

وأضاف بالقول: "إن كان هناك من شكر، فالشكر لأصحابها الأوائل الذين هيئوا الأجواء لأن أبادر أنا ومجموعة من الإخوة في الانضمام والمشاركة فيها".

بعدها تفضل سماحته بتقديم الهدايا والدروع  للأستاذ حسين الشيخ، ومن بين المشاركين في التكريم، مكتب سماحة الشيخ حسن الصفار، مركز الهدى، مركز آفاق للدراسات والبحوث، بيت الحكمة،هدية الأستاذ عيسى العيد والأستاذ أديب أبو المكارم.

صور من التكريم:

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
أبو محمد
[ القطيف - الخويلدية ]: 2 / 8 / 2011م - 9:54 م
من أول مرة عرفتك ياأبا علي وأنا أعلم بأن لك لمعان براق في أي مكان تحل فيه حيث يشع منك العلم والثقافة العالية والأهم من ذلك الخلق الحسن والسن الضحوك دائما وكنت أدعو الله سبحانه أن يوفقك ويفيد بك مجتمعك أكثر وأكثر حيث أرى أن فيك نشاطا وطاقة وعلم يجب أن لا ينحرم منه مجتمعنا . أتمنى لك التوفيق بإذن الله
(أخوك أبو محمد ـ الخويلدية )