الشيخ الصفار يدعو النّخب الاجتماعية إلى التواضع للناس

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

ويدعو النخب الحاكمة إلى رفض المتملقين "الذين يسمعونهم ما يحبون، لا ما يجب أن يسمعوا".

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار النخب الدينية والأكاديمية والمثقفة ورجال الأعمال إلى التواضع ومخالطة مجتمعاتهم وتحسس آلامهم وآمالهم والتخلي عن التعالي على سائر الناس.

وقال الشيخ الصفار خلال خطبة الجمعة (19/9/1432هـ) في مدينة القطيف شرق السعودية ان على النخب الاجتماعية التخلي عن "احاطة نفسها بهالة من الكبرياء".

وخص بالذكر رجال الدين والاكاديميين ورجال الأعمال والمثقفين داعيا اياهم إلى التواضع ومشاركة الناس آلامهم وآمالهم والحضور في مناسباتهم والاستماع لهم.

وأضاف أن على النخب أن تزداد قربا من الناس وتواضعا لهم كلما امتلكت مزيدا من نقاط القوة "فإنها بذلك تكون أكثر فائدة ونفعا لمجتمعها" على حد تعبيره.

وأسف في مقابل ذلك لانفصال بعض النخب عن مجتمعها لمجرد شعورها بالتميز على سائر الناس بالمال او العلم أو الامتيازات.

جاء ذلك في حديث الشيخ الصفار استلهاما من سيرة الامام علي بن ابي طالب الذي يصادف هذه الأيام ذكرى استشهاده .

ودعا إلى تمثل سيرة الامام علي بن ابي طالب والاستضاءة بنور علمه وتواضعه الذي "مثل درسا كبيرا بالنظر لاجتماع كل نقاط القوة والامتيازات المادية والمعنوية في شخصيته عليه السلام".

وأضاف بأن عليا امتاز بالشجاعة والبطولة والعلم والنسب والقرب من رسول الله وامساكه بأزمة الامور حيث كانت السلطة والقدرة والقوة بيده.

وتابع بأن عليا ومع جميع ما سبق فقد قدم دروسا عالية في التواضع "ذلك حتى يدرك كل واحد منا انه مهما امتلك من نقاط القوة قلا يجب ان يدفعه ذلك للتعالي والتكبر على من حوله، بل العكس ينبغي ان يدفعه ذلك للتواضع لهم".

 

ويدعو إلى رفض المتملقين

وفي سياق مختلف دعا الشيخ الصفار النخب الحاكمة إلى عدم الاستماع إلى من وصفهم بالمتملقين "الذين يسمعونهم ما يحبون، لا ما يجب أن يسمعوا".

وقال بأن المتملقين يحترفون الاطراء والثناء على الولاة والحكام طمعا في نيل المكانة عندهم وهم بذلك يضرونهم "لانهم يضللونهم ويبعودنهم عن اكتشاف نقاط الضعف ومواطن الخطأ".

وأضاف بأن الادارات الواعية التي تقدر حساسية موقعها عادة ما تبعد عن نفسها مثل هذه البطانة وتبحث عن مستشارين أكفاء يعرضون وقائع الأمور على حقيقتها قبل فوات الأوان.

واستشهد بمواقف بعض الحكام وآخرهم حاكما مصر وتونس المخلوعين ولومهما البطانة المحيطة بهم لقاء حجب الحقائق عنهما لكن بعد فوات الآوان وسبقهم بفعل الشئ نفسه شاه ايران المخلوع.

وتابع بأن الناس بحاجة دائمة على المستوى الفردي أو الجمعي الى النقد البناء ممن حولهم.

وقال ان على الانسان ان يبحث عن من يصدقه القول وأن يتقبل النقد "فذلك بحاجة الى نفس رفيعة سامية تتقبل النصح والنقد البناء".

وختم بأن من يرفض النقد ولا يتقبل النصح فهم اؤلئك الذين يحملون ما وصفها نفوسا نرجسية مخملية ولا يريدون من الآخرين سوى التسبيح بحمدهم دائما وابدا.