الشيخ الصفار يدين أعمال الإرهاب ضد الأبرياء المدنيين

- ويقول ان المحرضين على القتل عبر الفتاوى الدينية هم شركاء للانتحاريين الإرهابيين.
- ويضيف بأن أعمال الإرهاب ينبغي ان تسترعي النظر والانتباه.. فلا شي أبدا يبرر سفك الدم الحرام.
- ويشدد على ضرورة الاهتمام بمستقبل الأبناء الأخروي على غرار الاهتمام بمستقبلهم الدنيوي.

دان سماحة الشيخ حسن الصفار العمليات الإرهابية التي راح ضحيتها المئات من الأبرياء أواخر شهر رمضان ويوم عيد الفطر في عدد من البلاد الإسلامية.

وقال الشيخ الصفار خلال خطبة الجمعة (4/10/1432هـ الموافق 2/9/2011م) في مدينة القطيف شرق السعودية أن "من المعيب والمشين" استهداف الأبرياء الآمنين بأعمال القتل داخل المساجد والأسواق.

وكانت سلسلة من العمليات الانتحارية ضربت أواخر شهر رمضان مناطق مختلفة من العراق وأفغانستان وباكستان والجزائر ونيجيريا وراح ضحيتها أكثر من 240 ضحية جلهم من المدنيين.

وأرجع جانبا من أسباب استهداف المجموعات الإرهابية للأبرياء إلى ما وصفه بخلل سياسي وثقافي واجتماعي تعيشه الأمة.

وشدد على أن هذه الأفعال الإرهابية مخالفة للإسلام "الذي جاء لينشئ مجتمعا يحترم ويقدس حق الحياة ويعطي للدماء حرمتها ويحذر من انتهاك هذه الحرمات".

وتساءل الصفار "كيف لإنسان يدعي الإسلام وانه يريد نصرة الإسلام ثم يقوم بتفجير نفسه وسط المصلين في المساجد".

وتابع "أي إسلام وأي دين هذا الذي يستهدف الأبرياء والآمنين في المساجد والأسواق".

واتهم المجاميع الإرهابية باستهداف المدنيين الأبرياء أكثر من استهدافهم لأعدائهم.

وقال الصفار في إشارة للمجموعات الإرهابية "انهم يجترئون على الأبرياء أكثر من جرأتهم على الأعداء".

وقارن بين أعداد الضحايا الذين سقطوا نتيجة الإرهاب الداخلي في العراق وناهز عددهم المئة ألف ضحية وبين قتلى الاحتلال الأمريكي الذين بالكاد تجاوزوا الأربعة آلاف.

وهاجم في السياق ذاته المحرضين على أعمال القتل عبر الفتاوى الدينية والتحريض على الكراهية، قائلا بأن "هؤلاء شركاء في الدماء التي تسيل نتيجة أفعال الانتحاريين الإرهابيين".

وأضاف بأن "الذين يعطونهم الفتاوى ويوجهونهم بهذه التوجيهات هم محاسبون أمام الله على هذه الدماء التي تسفك".

وشدد القول بأن أعمال الإرهاب ينبغي ان تسترعي النظر والانتباه "فهي تنم عن خلل كبير تعيشه الأمة.. فلا شي أبدا يبرر سفك الدم الحرام".

وتابع بأن الامة ابتليت في تاريخها الماضي وواقعها المعاصر بتوجهات تدعو إلى سفك الدم الحرام فكادت تفتقد لمبدأ حرمة الدماء حتى كأن الدم لا قيمة له والحياة لا قيمة لها على حد تعبيره.

واستشهد بممارسات بعض الحكام المعاصرين "الذين لا يتوانون في سفك دماء الآلاف من أبناء شعوبهم لمجرد الحفاظ على مصالحهم وعروشهم".

ويحث على الاهتمام بالتوجيه العائلي

وفي سياق الخطبة الثانية حث الشيخ الصفار الآباء على ايلاء مزيد من الاهتمام بالتوجيه الداخلي لأفراد عوائلهم حفاظا على ما وصفها بالسلامة الروحية والمعنوية والأخلاقية للعائلة.

وقال بأن كل أب معني بالتفكير في السلامة الروحية والمعنوية والأخلاقية لأفراد عائلته وأن يقيهم شر الأمراض الروحية التي قد تتسلل إلى نفوسهم.

وشدد على ضرورة الاهتمام بمستقبل الأبناء الأخروي على غرار الاهتمام بمستقبلهم الدنيوي من توفير المأوى والمأكل والملبس.

وشدد في هذا السياق على حاجة أي رب أسرة إلى ثلاث محاور ضمن تربيته لأولاده وهي التعليم المباشر والتوجيه المستمر وتمثل دور القدوة الحسنة لهم.

وقال بأن توفير المعرفة والعلم لأفراد الأسرة سيساعدهم على الكمال والرقي وتجنب الانحراف والفساد. وإن لم يكن المرء قادرا على ممارسة هذا الدور بنفسه فليوصل أفراد عائلته إلى منابع المعرفة والعلم.

وتابع بأن توفير المعرفة قد لا يكون كافيا بمفرده نتيجة وجود عوامل الغفلة والاستجابة للأهواء والشهوات. مشددا على توفر عامل التوجيه والتذكير الدائم وبأساليب مختلفة.

وختم بضرورة تمثل الآباء لأدوار "القدوة" أمام أبنائهم في عمل الخير "فالأب غير الملتزم لن يفيد وعظه لأولاده، فالموعظة هنا لا تخرج من قلبه حتى تقع في قلوبهم".