الشيخ الصفار يشيد بمعالجة المصريين للفتنة الطائفية

مكتب الشيخ حسن الصفار

- ويدين سياسة الالتفاف على المشكلات الطائفية واستخدام المسكنات الوقتية.
- ويقول لا نحتاج معجزة ولا حلولا سحرية لتجاوز أخطار الطائفية، لنستفد من تجارب الأمم الأخرى.
- ويلخص سبل الحلّ في اعتماد مفهوم المواطنة وسيادة التعددية واحترام الآخر.

أشاد سماحة الشيخ حسن الصفار بالتعاطي "الحضاري" الذي أظهره المصريون لاستيعاب تداعيات الاشتباك الطائفي الذي حصل الأسبوع الماضي بين الأقباط والمسلمين وراح ضحيته 26 شخصا.

ونوه الشيخ الصفار خلال خطبة الجمعة 16 ذو القعدة 1432هـ (14/10/2011م) في مدينة القطيف شرق السعودية بموقف شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب الذي أدان الفتنة ودعا الى التلاقي والحوار وجمع مختلف الأطراف للمساعدة في إخماد الفتنة.

وأضاف بأن شيخ الأزهر لم يسع إلى التأجيج ولم يلجأ إلى التخوين واتهام الآخرين بالتآمر.

وتابع بأن مشكلتنا تكمن في بعض "المواقع الدينية التي يفترض بها احتضان الجميع ورعاية الصلح بين مختلف الأطراف إلا انها تصب الزيت على نار الفتنة عبر الخطابات والتصريحات".

وأشاد الصفار كذلك بموقف رئيس الوزراء المصري عصام شرف من الاشتباك الطائفي الأخير.

حيث دعا شرف رجال الدين الإسلامي والمسيحي ورجال الإعلام والفكر والثقافة والفن إلى "تحمل مسئولياتهم الوطنية في سد الثغرات في نسيج الأمة". وختم شرف خطابه بالقول "أثق في وطنيتكم وإخلاصكم وإيمانكم بالله والوطن".

وقال الشيخ الصفار إن من يريد معالجة المشكلة الطائفية فلن يعدم الحلول "أما الذي يريد أن يتاجر بالمشكلة ويلتف عليها فسيقول أي شيء ويبرر أية أفعال.. لكن المشكلة ستبقى والخسارة ستكون على الوطن".

وأضاف بأن سياسة الالتفاف على المشكلات الطائفية واستخدام المسكنات الوقتية لن تجدي نفعاً، داعيا الدول العربية إلى ابتداع الحلول عوضا عن الالتفاف عليها.

وتابع الصفار "لا نحتاج إلى معجزة ولا حلولا سحرية لتجاوز أخطار الطائفية، لنستفيد فقط من تجارب الأمم الأخرى".

ولخص الشيخ سبل الحلّ في اعتماد مفهوم المواطنة وسيادة ثقافة التعددية واحترام الآخر وأن يتداعى العقلاء لمحاصرة الحوادث الطائفية.

وأوضح بأن اعتماد مفهوم المواطنة في ظل نظام يساوي بين الناس في الحقوق والواجبات وتكافؤ الفرص سيشكل أكبر ضمانة للاستقرار.

ومضى يقول إذا ساد التحريض على الكراهية بسبب اختلافات دينية أو عنصرية فإن المجتمع يبقى مهيئا للفتن والمشاكل.

وقال الصفار بأن الطريق إلى حل المشكلة الطائفية يبدأ أولا بالاعتراف بوجود المشكلة وامتلاك إرادة الحل تاليا، داعيا إلى التوجه نحو الحلول السياسية والثقافية والاجتماعية.

واشاد في السياق نفسه بمشروع المرسوم الحكومي المصري لمكافحة التمييز الديني الذي يعاقب مرتكبي التمييز الطائفي بين المواطنين المصريين بسبب الجنس او الاصل او اللغة او الدين او العقيدة.

كما نوّه بالإعلان عن تأسيس بيت العائلة المصرية برئاسة شيخ الازهر والبابا شنودة الثالث في أعقاب أسوأ اشتباك بين الاقباط والمسلمين راح ضحيته 26 شخصا اغلبهم من الأقباط.

ويهدف البيت الى الحفاظ على النسيج الاجتماعي لإبناء مصر بالتنسيق مع جميع الهيئات والوزارات المعنيةز وستكون رئاسة بيت العائلة بالتناوب بين الأقباط الذين لا يتجاوزن نسبة 10 بالمئة والمسلمين الذين يتجاوز تعدادهم 90 بالمئة من المصريين.

وللاستماع:

«الخطبة الأولى: الغنى والثراء النفسي»

«الخطبة الثانية: اضطرابات مصر ومسألة الأقليات»