نحتاج إلى خطابٍ منبري يعالج قضايا الأمة

الشيخ الصفار مؤبنا الخطيب البصارى

مكتب الشيخ حسن الصفار

طالب سماحة الشيخ حسن الصفار خطباء المنبر الحسيني بالتجديد في خطابهم المنبري ليواكب العصر، ووعي المستمعين، وأن يعمل على علاج قضايا الأمة.

وقال في تأبين الخطيب الحسيني الشيخ عبدالرسول البصارى أن الراحل كان ضمن من سعوا لتجديد المنبر الحسيني.

وأشار إلى أن تعزيز الولاء لأهل البيت وربط جماهير الأمة بسيرتهم وجهادهم وما تحملوه من مآس في سبيل الحفاظ على المبادئ العظيمة هي المهمة الأساس للمنبر الحسيني، وهذا لا يكون بالطرح العاطفي وذكر الفضائل فقط وإن كان مطلوبا.

وأضاف: إننا بحاجة إلى ابراز الصورة الإنسانية والأخلاقية لأهل البيت بذكر تعامل الإمام مع أسرته وجيرانه، وعامة الناس، وكيف كان يتحمل الإساءات وكيف كان يذوب في خدمة الناس، لأن الهدف من التعريف بأهل البيت جعلهم القدوة وجعل الارتباط بهم ارتباط تأسي ومتابعة.

وأبان ان المجتمع اليوم بحاجة إلى الحديث عن إنجازات وعطاء أهل البيت العلمي والفكري في مختلف مجالات الحياة، وفي مختلف أبعاد الجوانب الإنسانية والاجتماعية.

وقال الشيخ الصفار إن لأهل البيت انجازات يجب إبرازها، فإن الحكام إنما استهدفوهم لأنهم كانوا فاعلين ومنجزين، وكانوا يستنهضون الهمم، لبناء صروح المجد في ربوع الأمة.

وطالب سماحته أن يتحول الخطاب الوعظي من الاكتفاء بالتحذير من المعاصي والذنوب الفردية إلى التحذير من المعاصي والذنوب الاجتماعية في علاقات الناس مع بعضهم، ومراعاة حقوق الإنسان، والتركيز على الطاعات في جانبها الاجتماعي.

وعن دور المنبر في نشر الثقافة والمعرفة الدينية قال الشيخ الصفار أننا بحاجة إلى منبر يقوم ببث الوعي السياسي والاجتماعي الحقوقي في اوساط الناس.

وأضاف: قد لا يكون مطلوبا من الخطيب ان يتحدث عن قضية سياسية معينة، أو عن دولة بعينها، لكنه مطلوب منه أن يؤصل الوعي السياسي وأن يعززه في نفوس الناس في بعده الفكري والثقافي، كالحديث عن الحرية والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان.

وأبان ان على المنبر اليوم أن يرفع من معنويات الناس ويبث في نفوسهم الأمل، وأن يشجع الناس على أخذ المبادرة في إصلاح أمورهم، ليكون مؤديا لدوره الحقيقي.

جاء ذلك خلال مشاركة الشيخ الصفار في حفل تأبين الخطيب الحسيني الشيخ عبدالرسول البصارى الذي أقيم مساء يوم الخميس 14/4/1433هـ الموافق 8/3/2012م في مسجد المصطفى بالتركيه بمشاركة جمع من العلماء والشعراء.