قراءة في كتيب الإمام الحسين رمز التضحية والفداء

• المؤلف: الشيخ حسن الصفار
• الطبعة الثانية عام 1993م
• عدد الصفحات: 39 صفحة
• المقاس: 20*14 سم

جاء في المقدمة، أن على بوابة كل سنة هجرية جديدة تنتظرنا، ذكرى الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، وتستقبلنا بأبعادها الاجتماعية وبأهدافها الإسلامية العظيمة وبدروسها النضالية الرائعة. وعلى كل فرد مسلم أن يستثمر هذه الذكرى، في التعرف على شخصية الإمام الحسين وأبعاد ثورته وأهداف نهضته المقدسة. وأن يحاول استيعاب دروسها واعتناق مبادئها، على طريق الإمام في التمسك بالدين والجهاد دون قيمه، والصمود على شرائعه ومناهجه.

في صفحة «5» وتحت ومضات من الحياة الإمام ، أورد الشيخ عدة أمثلة من ولادته وعائلته .

وفي صفحة «6» في ذكر الإمام في القرآن، أورد الشيخ: أن الحسين هو خامس أهل الكساء، الذين نزلت فيهم آية التطهير ﴿ ) إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً.

وفي صفحة «7» في أنه ريحانة الرسول قال الشيخ، أنه قد تواترت الأحاديث الكثيرة عن رسول الله، يفصح فيها عن حبه الشديد لسبطه الحسين ولأخيه الحسن، ويبين مكانتهما وفضلهما على مسامع أصحابه كقوله : «هما ريحانتي من الدنيا ».

وفي صفحة «8» في ذكر مكارمه قال الشيخ: كان الإمام الحسين يجسد بحياته وسلوكه قيم الإسلام ومكارم الأخلاق. وقد ذكر المؤرخون الكثير من شيمه ومناقبياته، منها تواضعه وكرمه، عندما اجتاز على مساكين يأكلون في الصفة، فدعوه إلى الغذاء. فنزل عن راحلته، وتغذى معهم، ثم قال لهم: قد أجبتكم فأجيبوني. فلبوا كلامه وخفوا معه إلى منزله. فقال لزوجه الرباب: اخرجي ما كنت تدخرين، فأخرجت ما كان عندها من نقود فناولها لهم.

وفي صفحة «10» فإن كلمات وخطب الإمام الثائرة، التي وجهها للأمة منذ بدء نهضته المباركة إلى شهادته العظيمة بمختلف المناسبات، تعتبر أهم رصيد وأعظم منبع يستلهم منه الثوار والأحرار مواقفهم، ويغذون بها إرادتهم في المقاومة والنضال. وتبين تلك الكلمات الخطب والرسائل، منطلقات الإمام الحسين في ثورته، والأهداف التي توخاها من حركته. ومنها ما جاء في وصيته لأخيه محمد بن الحنفية عند خروجه من المدينة، أني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي اصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم الظالمين وهو خير الحاكمين.

وفي صفحة «12» وعن طبيعة الحكم الأموي ذكر الشيخ المؤلف، أن الأمة دخلت في نفق الحكم الأموي، حيث لم تعد مبادئ الإسلام وأنظمته هي المرجع والمقياس، وإنما هي إرادة الحاكم يعمل كيف يشاء، وحتى لا تزاحمه إي إرادة أخرى، ولا يجرأ أحد على معارضته. فقد بدأ في تنفيذ مخطط لتصفية كل رجالات المسلمين الأحرار الشرفاء.

وفي صفحة «17» ومع موت معاوية في شهر رجب سنة 60 من الهجرة، أصبح ولده يزبد خليفة وحاكما على المسلمين. فرفض الحسين   البيعة، فكتب يزيد إلى الوالي الأموي على المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، يطلب إليه أخذ البيعة قسرا من كبار الصحابة، وفي مقدمتهم الإمام الحسين .

وفي صفحة «18» يذكر الشيخ الكاتب، مغادرة الإمام الحسين المدينة المنورة في رجب سنة 60هـ، متجها إلى مكة المكرمة، بعد أن عهد إلى أخيه محمد بن الحنفية بوصية، أبان فيها هدف خروجه وتحركه.

في صفحة «19» تطرق الشيخ حسن الصفار إلى مغادرة مسلم مكة ليلة النصف من شهر رمضان ليصل الكوفة في الخامس من شهر شوال، حيث استقبله أهلها بالبهجة والترحيب، وبادرت جماهيرها لمبايعته، كممثل وسفير للأمام الحسين ، فكتب مسلم للإمام يبشره باستجابة الناس لبيعته ويستحثه على الإسراع في القدوم للكوفة.

في صفحة «20» ذكر الكاتب الصفار، عن مغادرة الإمام مكة المكرمة في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة سنة 60 هجرية، وكان توقيت المغادرة مثيرا لجموع الحجيج والمسلمين، حيث كانوا يتأهبون لأداء مناسك الحج، فلماذا يحرمون من الحج مع الإمام ؟

في صفحة «21» ذكر الشيخ الكاتب، وصول رسالة إلى قائد الفرقة الأموية من عبيدالله بن زياد، تأمره بإبقاء الحسين في فيافي الصحراء، وعدم إجباره على الدخول إلى الكوفة، خلافا لقراره السابق. ولعله فكر في أن دخول الحسين إلى الكوفة قد يؤدي إلى تطورات غير محسوبة. فمواجهته في الصحراء، وبعيدا عن الجمهور أفضل.

وفي صفحة «22» أورد الشيخ حسن، ذكر زحف القوات العسكرية الأموية لتحاصر الحسين وأصحابه في كربلاء. واختلف المؤرخون في عدد القوات الزاحفة نحو كربلاء، ولعل القول الأقرب والأصح، هو «30» ألف رجل، بينما كان عدد أفراد معسكر الحسين ، لا يزيد على «80» رجل.

وفي صفحة «24» قال الشيخ الصفار، في اليوم «11» من محرم قام الجيش الأموي بمواراة جثث قتلاهم، وتركوا الأجساد الطاهرة للإمام الحسين وأصحابه على صعيد كربلاء، تسفي عليهم الرياح دون مواراة. وساروا بنساء الحسين  وأطفاله، سبيا كأسرى إلى الكوفة، تقدمهم رؤوس الحسين وأصحابه معلقة على رؤوس الرماح.

في الصفحة «27» أورد الشيخ المؤلف، أن الحسين وضع رأسه على قبر جده الرسول فأغمض عينيه، فرآه في المنام يضمه إلى صدره ويقبل ما بين عينيه ويقول: حبيبي يا حسين كأني أراك عن قريب مرملا بدمائك، مذبوحا بأرض كربلاء في عصابة من أمتي، وأنت مع ذلك عطشان لا تسقى وضمآن لا تروى، وهم مع ذلك يرجون شفاعتي، لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة. «حبيبي يا حسين أن أباك وأمك وأخاك قدموا علي وهم مشتاقون إليك، وأن لك في الجنة درجات لن تنالها إلا بالشهادة».

وفي صفحة «28» أورد الشيخ حسن صفار، أن مواكب الزائرين تتردد على قبر الإمام الحسين ، وتتشرف بالطواف حول ضريحه. وأجيال الشعراء والخطباء لا زالوا يعتصرون قرائحهم في التحدث عن ثورته العظيمة، وجماهير الأمة تحتفي بذكرى نهضته فتجعلها موسما دينيا، تلتقي فيه دروس الوعي وتنشد إلى مبادئ الدين. فلم استأثر الحسين إذا بكل هذا الاهتمام؟ أن الحديث السابق يعطينا إجابة صريحة على هذا السؤال العريض نفسه علينا، فالرسول الأعظم يقول له بصراحة: «حبيبي يا حسين أن لك في الجنة درجات لن تنالها إلا بالشهادة».

وجاء في صفحة «29» عن الشيخ الصفار، أن التضحية في سبيل الله عمل جميل وعظيم لا يدانيها أي عمل أو نشاط، وتقدير الله تعالى للتضحية والمضحين لا يوازيه أي تقدير.

وفي الصفحة «30» أورد شيخنا الكريم السؤال التالي، هل يتوفق كل إنسان للتضحية في سبيل الله؟ وأجاب الشيخ، فكم من شخص يتمنى التضحية ويتشدق بالرغبة فيها، تم إذا حان وقتها يتوقف لذلك.... هل سمعتم قصة ذلك الرجل الذي كان يكرر في كل آن يذكر فيه اسم الحسين «يا ليتنا كنا معكم فنفوز والله فوزا عظيما». وعندما شاهد المعركة في منامه، لم ينقذه إلا نداء من العقيلة زينب لأخيها الحسين ، وما أن أدار الحسين وجهه صوب أخته العقيلة زينب إلا ولاذ بالفرار.

في صفحة «32» على ضوء حياة الإمام الحسين ، واقتباسا من أشعة تضحيته العظيمة، يمكننا تحديد عوامل تهيئة النفس وتربيتها على التضحية والفداء بالعوامل التالية: -

1- مقاومة الشهوات النفسية والإغراءات المادية دائما وباستمرار.

2- تغذية النفس بالثقافة الدينية الواعية.

3- ممارسة العطاء والتضحية بالمقدار الممكن.

في صفحة «39» أورد الشيخ حفظه الله، أن مناسبة عاشوراء خير فرصة لمراجعة أنفسنا وتربيتها بالعوامل التالية:

 1 - مقاومة الشهوات النفسية وإغراءات الحياة.

2- تغذية النفس بالثقافة الإسلامية والتزود بتعاليم الإيمان والإخلاص والجهاد والتضحية.

3-  الممارسة الفعلية الممكنة للعطاء.