مجلة الموسم تكرم الرفاعي

الشيخ الصفار:الدكتور الرفاعي دعوة التجديد ورسالة الانفتاح

مكتب الشيخ حسن الصفار
صورة لغلاف العدد الخاص من مجلة الموسم
صورة لغلاف العدد الخاص من مجلة الموسم

تكريما للمفكر الدكتور الشيخ عبدالجبار الرفاعي  صدر الكتاب التذكاري عن مجلة الموسم (ج105، السنة 26/ 2014م) وقد جمعت شهادات كثيرة في حق الرفاعي من شتى أصقاع الأرض.

وقد شارك سماحة الشيخ حسن موسى الصفار ببحث تحت عنوان: الدكتور الرفاعي دعوة التجديد ورسالة الانفتاح.

وقد وصف الشيخ الصفار الدكتور الرفاعي بأنه من القامات الشامخة الصامدة في ميدان الإصلاح الفكري، والنضال الثقافي.

وأضاف: لقد توفّرت شخصيته على عناصر قوة مكنته من مواصلة العطاء الفكري، والنزال العلمي، منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، واجه فيها ألواناً من المشاكل والمصاعب، لكن عزيمته تزداد مضاءً، وفكره يتقد توهجاً، ونتاجه المعرفي يواكب العصر تطوراً.مجلة الموسم

وأبان سماحته أن أول عناصر القوة في شخصية الرفاعي رسوخ قدمه في العلوم الشرعية، فهو ربيب الحوزة العلمية في النجف الأشرف، وقم المقدسة، منذ عام 1978م، ومن رواد دروس الاجتهاد والاستنباط، التي يطلق عليها (البحث الخارج)، وهو مدرس للسطوح العالية في الفقه والأصول. إضافة لدروس الفلسفة والمنطق، وحين يقول رأياً في الدين، يقوله من موقع الباحث الخبير.

وأوضح أن العنصر الثاني في عناصر قوة شخصية الرفاعي هي سعة أفقه المعرفي، بمتابعته لتطورات الفكر والثقافة العالمية، فقد قرأ مختلف مدارس الفكر الغربي الحديث، وتعرّف على أهم وأبرز نظريات عمالقته ومفكريه، وهو مواكب جادّ لكل نتاج فكري جديد يدخل في مجال اهتمامه المعرفي.

وعن العنصر الثالث قال سماحته: يحسب للرفاعي معايشته الواعية لتحولات وتجارب الساحة الإسلامية المعاصرة، فقد رافق مسيرة الحركة الإسلامية في العراق، وعاش تجرية الثورة الإسلامية في إيران، وانفتح على مختلف ساحات العالم الإسلامي، حيث تربطه علاقات وثيقة، بعدد كبير من القيادات والقوى المؤثرة في مجتمعات الأمة.

وأشار كعنصر رابع: إلى التزام الرفاعي السلوكي بما يبشّر به من قيم أخلاقية حضارية، فاحترامه للرأي الآخر، وانفتاحه عليه وتواصله معه، وحواره له بأدب وموضوعية، سمة يشهد بها كل متابع لكتابات الدكتور الرفاعي، وكل عارف بشبكة علاقاته.

وأضاف: انه لا يحتكر انجازاته في مجال العلاقات والتواصل، بل يهتم بتعريف الناس على بعضهم بعضا، ويسعى لإقامة جسور التعارف والتواصل بين ذوي الرأي، والمهتمين بالفكر وبالشأن العام.

وتابع: إن مجلته (قضايا إسلامية معاصرة) التي أصدرها منذ حوالي عشرين عاماً، تجسّد هذا التوجه الفكري والسلوكي الذي تميّز به، فهي منتدى فكري رصين، تلتقي فيه آراء المفكرين والمثقفين المهمومين بقضايا النهضة والإصلاح، من مختلف أرجاء الأمة وبقاعها وتوجهاتها.

وأوضح الشيخ الصفار أن من الجهود الرائعة المشكورة، التي قام بها الدكتور الرفاعي تجليته للمشهد الثقافي في إيران، باللغة العربية، ليتابع المفكرون والمثقفون في العالم العربي، ما يحدث من تطورات مهمة، في المعرفة والثقافة الدينية، لدى إخوانهم الإيرانيين، الذين يعيشون تجربة متقدمة مثيرة للاهتمام، منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران سنة 1979م، وسعيها لإقامة نظام سياسي اجتماعي، ينبثق من قيم الإسلام، ويتوافق مع روح العصر، وتطورات العلم والحياة.

وختم الشيخ الصفار بحثه بأن هناك بعداً آخر تتميز به شخصية الدكتور الرفاعي، ويعزز دوره في مجالات الإصلاح والتطوير، وهو رعايته لكل الجهود والطاقات، التي تصب في خدمة الدعوة والرسالة التي يحملها، وهذا ما لمسته شخصياً من خلال علاقتي وتواصلي معه، فهو يبحث عمن يشاركونه هم التجديد والإصلاح، ويبادر للانفتاح على أي شخص له توجه فكري إصلاحي، من أي مذهب أو طائفة أو اتجاه، ويقدم التشجيع والدعم لأي جهد ثقافي على هذا الصعيد، ويقف متضامناً مسانداً لمن تحاصره المشاكل والضغوط الاجتماعية جرّاء طرحه لراي نقدي أو فكرة إصلاحية.

 يشار إلى أن مجلة الموسم يصدرها من هولندا الإعلامي محمد سعيد الطريحي وهي فصلية مصورة تعنى بالآثار والتراث.

لقراءة مقال سماحة الشيخ اضغط هنا