قراءة لكتاب التنوع والتعايش للشيخ الصفار

نشرت جريدة عكاظ السعودية في عددها الصادر يوم الثلاثاء 12 صفر 1426هـ (22 مارس 2005م) قراءة للدكتورة عزيزة المانع حول كتاب (التنوع والتعايش) لسماحة الشيخ حسن الصفار.

وهذا هو النص:


تمر المنطقة العربية في هذه الفترة من التاريخ بظروف حرجة في غاية الخطورة والحساسية, وذلك بعد أن ظهر فيها من يؤيد الاحتراب الداخلي وينشط لإشعال الفتنة وإيقاد القتال. وحال كهذه, تقتضي من الناس التضامن فيما بينهم ليكونوا صفاً واحداً يدفع عنهم الخطر الذي يتهددهم ويحفظ لهم الأمن والسلام, لكن هذا التضامن لا يحدث إلا حين يكون الناس متقبلين لبعضهم البعض ومتبنين مبدأ التسامح والقبول لمن يختلف عنهم.

وحول هذا قرأت كتاباً للشيخ حسن الصفار عنوانه (التنوع والتعايش, بحث في تأصيل الوحدة الاجتماعية والوطنية) يبين فيه أهمية التعايش الحضاري بين الناس لتأمين الحياة الوادعة وللتفرغ للعمل والإنتاج والنهوض بالمجتمع بدلاً من هدر الطاقة في النزاع, فالاحتراب الداخلي والانشغال بالمعارك, هو حسب ما يقول, يستنزف طاقات الناس الذهنية ومن ثم يصرفهم عن التفكير في التنمية والبناء.

وينسب المؤلف أسباب نشوب الصراع في المجتمعات الإسلامية إلى عوامل ثلاثة هي: الجهل برؤية الإسلام وتعاليمه, والركون إلى الأخلاق السيئة التي تمليها الأنانية والتعصب, فالتعايش السلمي يقتضي ضمان حقوق ومصالح جميع الأطراف المختلفة, وتبادل الاحترام فيما بينها, لأن شعور أحد الأطراف أنه مضطهد أو منتهكة حقوقه, يؤدي إلى الإحساس بالغبن ومن ثم إلى نشوب النزاع. أما العامل الثالث فهو ما يبذله أعداء الأمة من جهود لدعم الفرقة وإيقاد الفتنة.

ويخلص المؤلف إلى أننا في حاجة كبيرة إلى تضافر جهود علماء الدين والمفكرين والكتاب ووسائل الإعلام, لدعم الوحدة الوطنية وتحذير الناس من مغبة إثارة الفتن الطائفية أو إذكاء روح التعصب المذهبي.