خلال ندوة "معالجة الأزمات وإطفاء الحرائق الاجتماعية"

الشيخ الصفار يدعو للاهتمام بإصلاح ذات البين في الخلافات الاجتماعية

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

قال سماحة الشيخ حسن الصفار ان الاختلافات في وجهات النظر يجب ألا تؤثر في العلاقات الاجتماعية، مضيفا انه ليس مطلوبا من الناس ان يتوحدوا في قناعات وأفكار معينة، بل في كيفية تنظيم هذه الاختلافات.

كلام الشيخ الصفار جاء خلال الندوة الأسبوعية التي يقيمها سماحته في مجلسه الأسبوعي مساء يوم الخميس 28 ربيع الثاني 1438هـ الموافق 26 يناير 2017. وجاءت تحت عنوان: "معالجة الأزمات وإطفاء الحرائق الاجتماعية" ويحاوره الأستاذ عبد الباري الدخيل.

وطالب الشيخ الصفار بإعادة الاعتبار لمفهوم إصلاح ذات البين، مؤكدا على أهمية قيام القيادات الدينية والوجهاء وذوي الرأي بدورها في رأب الصدع أمام الخلافات والتباينات الاجتماعية، خصوصا مع تضخمها في ضل وجود شبكات التواصل الاجتماعي حاليا.

وأشار إلى ان طبيعة المجتمع البشري تنتج نزاعات وصراعات، فكل فرد من المجتمع يمتلك عقلاً، وعندما يستخدمه فانه ينتج قناعة وتوجهًا، وهذا ما يجعل من الاختلاف أمرًا حتميًأ.

وأضاف ان أسباب هذه الاختلافات ناشئة من التفاوت العلمي المعرفي، بالإضافة إلى انطلاق كل طرف  من زاوية معينة قد تختلف عن الزوايا الأخرى، كما ان البيئة والمصالح عندما يعبر عنها كل طرف، فإنها تسهم في إنتاج الاختلافات.

وبين سماحته ان فكرة توحد الناس واتفاقهم في كل شي أمر غير ممكن، لكن الممكن هو حصول التوافق والتعايش، بما ينتج التعاون في المشتركات، وهو ما نراه في المجتمعات الأخرى، برغم وجود أحزاب واديان وتنوعات مختلفة، ومع ذلك فهم يتعايشون مع هذه الحقيقة في التنوع.

ومضى يقول: "ليس المطلوب من التعايش التنازل، بل المطلوب ان يحترم كل طرف حق الآخر في العيش بما يعتقد".

وأشار الشيخ الصفار إلى ان أبناء البشر شركاء في الكون وفي خيرات الطبيعة وهذا يوجب عليهم ان يتعايشوا، ولا يحق لأحد ان يحتكر هذه الخيرات ويحرم الآخرين منها.

ولفت إلى ان هناك قاعدة جاهلية وحمقاء تقول: إما أنا أو هو.. والصحيح أنا وهو.

وأكد سماحته ان اعتقاد الإنسان انه على حق لا يبرر القطيعة مع الآخر بحجة انه على باطل، مضيفا ان الآخر أيضا قد يفكر بذات الطريقة، وهذا ما يجعل الحوار هو السبيل والحكم في العلاقة معه.

واستغرب كيف ان بعض المتدينين بعيدون عن توجيهات القران الكريم وآياته الواضحة في كيفية العلاقة مع المختلفين، لكنهم في الممارسات الخارجية يغفلون عنها.

وعن كيفية التخفيف من حالة الصراع، أكد الشيخ الصفار على أهمية نشر ثقافة التسامح وحسن الظن بالآخر. وأهمية سيادة الأخلاق الفاضلة في التعامل مع الآخر.

وشدد على أن وجود قانون ينظم العلاقة مع الآخر أمر ضروري، حتى تتكافئ الامتيازات والفرص وحتى لا يكون هناك نزاع أو سيطرة لطرف على آخر.

وفي مسألة رأب الصدع على مستوى الخلافات المذهبية، أشار الشيخ الصفار إلى انه أقيمت العديد من المبادرات الآن وسابقا، لكن الأمواج السياسية العاتية كانت دائما أقوى في إفشال هذه المبادرات.