جريدة «سعودي جازيت» تنشر مقابلة مع سماحة الشيخ حسن الصفار

نشرت جريدة «سعودي جازيت» (جريدة يومية سعودية تصدر باللغة الانجليزية) مقابلة مع سماحة الشيخ حسن الصفار في عددها 1358 الصادر اليوم الثلاثاء 9 أغسطس 2005م، وفيما يلي نص الأسئلة مع الأجوبة:

 

 

  • سعودي جازيت: أجرت الحوار الأستاذة صبرية جوهر مدير تحرير مكتب جدة

    1) صرحتم سابقاً أن لقائكم بالأمير عبدالله –في ذلك الوقت كان إيذاناً بمرحلة جديدة كيف كان ذلك وما الذي قصدتموه بمرحلة جديدة؟
    - حينما التقى وفد المواطنين الشيعة من القطيف والاحساء والمدينة المنورة بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله يوم كان ولياً للعهد وقدموا له خطاباً بعنوان شركاء في الوطن أعلنوا فيه ولاءهم لوطنهم وحرصهم على الوحدة الوطنية وشكواهم من بعض الممارسات التي تخالف الوحدة وتسيء لها وتخلق حالة التمييز بين المواطنين على أساس مذهبي طائفي.
    تحدث سموه عن عزم قيادة البلاد على معالجة هذه الإشكالات وتأكيد الوحدة والمساواة بين أبناء الوطن، وأشار إلى فكرة عقد حوار وطني بين مختلف الأطياف والاتجاهات.
    وبعد حوالي شهر من ذلك اللقاء انعقد اللقاء الأول للحوار الوطني فكان إيذاناً بمرحلة جديدة تعترف فيها الأطراف ببعضها وتلتقي وتتواصل وتصبح هناك فرص لكي تعبر الأطراف عن نفسها على المستوى الإعلامي والثقافي بعد حقبة من الإقصاء والتهميش.

    2) ما الذي تتوقعونه الآن وقد تولى سموه زمام الحكم؟
    - نتوقع من الملك عبدالله كل خير لجميع المواطنين فإن نهج المساواة ليس مطلباً لطائفة ولا مصلحة لجهة خاصة وإنما هو يخدم وحدة الوطن وتلاحم الشعب ويفوّت الفرصة على الأعداء الخارجيين والمغرضين في الداخل.

    3) هل لاحظتم تغير بالعلاقة بين السنة والشيعة في المملكة عقب الحوار الوطني والذي جمع علماء من الطرفين؟
    - هناك تغير إيجابي يتمثل في حصول علاقات تعارف وتواصل، كما يتمثل في بعض الكتابات المنصفة الموضوعية التي نشرتها الصحافة لكتاب سعوديين من السنة حول إخوانهم المواطنين الشيعة، كما حصلت حوارات صحفية تناولت هذا الشأن كالمقابلة التي نشرتها (الرسالة) ملحق جريدة المدينة في خمس حلقات وما أثارته من مداخلات استمرت لأكثر من شهرين وقبلها مقابلة في مجلة (الجسور) التي يشرف عليها الدكتور عوض القرني والذي قام بزيارتنا إلى القطيف وحضر مجلساًَ حاشداً من العلماء والوجهاء والأدباء الذين جاءوا لاستقباله والترحيب به.
    - هذه مؤشرات على تطور إيجابي في العلاقة نأمل أن تتطور أكثر إنشاء الله.

    4) هل لا زلتم تؤمنون بوجود فجوة بين الشيعة والسنة؟ ما السبب في تلك الفجوة؟
    - أسباب الفجوة بين السنة والشيعة أهمها في تصوري أمران:
    أ‌. وجود ممارسات التمييز من قبل بعض الجهات.
    ب‌. ثقافة التعبئة والتحريض على الكراهية التي يبثها متشددون من الطرفين وخاصة من الطرف الذي يمتلك الفرص والإمكانيات.

    5) كيف يمكن سدها وخلق جو من التناغم بين الاثنين على مستوى المجتمع والدولة؟
    - يمكن سدّ هذه الفجوة بتحقيق نهج المساواة بين المواطنين، وتجريم أي نشاط للتحريض على الكراهية وبث الفرقة، وإتاحة الفرصة لجميع الأطراف أن تعبر عن نفسها بإيجابية ووضوح منعاً لتأثير الشائعات والاتهامات.
    مستوى الوعي عند أبناء الأمة قد أرتفع، وخطورة التحديات التي يواجهها الوطن واضحة عند الجميع، فبإرادة الدولة ورعايتها لا يصعب سدّ هذه الفجوات، وتعزيز حالة الوحدة والتناغم إنشاء الله.

    6) ما موقف علماء السلفية في السعودية من مبادرة الملك عبدالله؟
    - يجب أن يُسألوا عن موقفهم وقد شارك بعضهم في الحوار وسمعنا منهم كلاماً إيجابياً.

    7) أين يظهر لكم الخلاف أوسع بين الاثنين أي في أي الدول الإسلامية؟
    - الخلاف على المستوى الفكري موجود في مختلف المناطق، فتعدد المذاهب يعني التغاير والاختلاف في بعض التفاصيل العقدية والفقهية وهذا أمر طبيعي. لكن المشكلة هي في حصول الصراعات الاجتماعية والسياسية، والتي غالباً ما تحركها المصالح السياسية وهذا ما نجده في باكستان من وجود اعتداءات وتصفيات متقابلة من السنة ضد الشيعة وبالعكس.
    وهذا ما تسعى بعض الجهات لافتعاله في العراق بأن يكون هناك صراع بين السنة والشيعة.

    8) ما هو مدى العلاقة بينكم وبين الشيعة في الدول المجاورة مثل العراق وإيران؟
    - علاقتنا مع المجتمعات الإسلامية المجاورة طيبة وخاصة على مستوى العلاقة الدينية والثقافة حيث نتواصل مع المرجعيات الدينية والحوزات العلمية في إيران العراق.

    9) كيف تنظرون إلى الوضع في العراق وقد وصلت الأكثرية الشيعة إلى موقع السلطة؟ كيف سينعكس ذلك على وضع الشيعة في السعودية أخذين في الاعتبار عامل التقارب الجغرافي؟
    - نشعر بقلق على وضع الساحة العراقية لوجود احتلال أجنبي ولوجود تيارات متطرفة تمارس العنف على أساس طائفي ونرجو أن يتجاوز الشعب العراقي هذه المحنة بنيل استقلاله وسيادته وحفظ وحدته وتحقيق أمنه واستقراره.
    أما وضع الشيعة في السعودية فهم جزء من شعبهم ووطنهم لا يتأثر وضعهم بالبلدان الأخرى فولاؤهم لوطنهم واضح ولا دخل للجهات الخارجية في شؤونهم الوطنية.

    10) ما هو وضع الشيعة في السعودية من حيث التعليم والوظائف الحكومية؟
    - كبقية المواطنين هناك مشاكل تواجههم على صعيد التعليم الجامعي والحصول على الوظائف وخاصة الوظائف في المراتب المتقدمة. والصحافة المحلية تتحدث عن مشاكل التعليم والبطالة التي يعاني منها الجميع ويعتقد المواطنون الشيعة أن حصتهم من المعاناة أكثر من غيرهم.
    لكن الأمل الوطيد في اهتمام الدولة بمعالجة هذه المشاكل إنشاء الله.

    11) كيف تحافظن على قيمكم الدينية كأقلية يتلقى أبنائها تعليمهم على أيدي مدرسين سنة؟
    - القسم الأكبر من القيم الدينية مشتركة لا تختلف فيها المذاهب، وموارد الاختلاف يتلقاها الأبناء عن طريق عوائلهم والمجالس الدينية ودور العلماء والخطباء.

    12) كم عدد الشيعة في السعودية؟
    - لا يوجد إحصاء دقيق عن عدد الشيعة لكن المتداول أنهم حوالي مليون ونصف أقل أو أكثر قليلاً.

    13) هل تراعى خصوصيتكم في المجتمع؟ ماذا عن الزواج هل يتم في محاكم السنة أم كيف وأين؟
    - للشيعة مساجدهم وحسينياتهم وعلماؤهم وخطباؤهم ويديرون شؤونهم الدينية باستقلال عن المؤسسة الدينية الرسمية. ولهم محكمة للأحوال الشخصية الزواج والطلاق والمواريث والأوقاف في القطيف والاحساء. وهي مرتبطة إداريا بوزارة العدل.

    14) كيف يمكن الإسهام بخلق فكر متعدد وقيم جديده بالنشء أو الجيل الجديد يتعايش ويتقبل الآخر ويحترم خصوصيته؟
    - هذا ما يجب أن يسعى إليه كل الواعين من أبناء الوطن وخاصة علماء الدين والمثقفون بأن نربي أبناءنا وأجيالنا على أساس احترام حقوق الإنسان والرأي الآخر واحترام الانتماء الإسلامي والوطني وأن نتجاوز مرحلة المهاترات الطائفية والصراعات المذهبية التي لم تجن أمتنا وأوطاننا منها إلا الدمار والوبال.

    بإمكانكم الحصول على النص الانجليزي المنشور في الصحيفة عبر الرابط التالي:
    http://www.saudigazette.com.sa/sgazette/Data/2005/8/9/Art_250318.XML