الشيخ الصفار: استمالة العقول والقلوب رهن بالخطاب المعتدل

مكتب الشيخ حسن الصفار
وينتقد الخطاب البذيء والمنفّر عن مدرسة أهل البيت.
ويدعو إلى لجم التوجهات المغالية المخالفة لتعاليم الأئمة.
ويشيد بالمنابر الواعية والخطباء الذين يُفخر بطرحهم.

 

قال سماحة الشيخ حسن الصفار إن الخطاب الديني المعتدل والملتزم بأخلاق القرآن الكريم ومناقبيات أهل البيت يمثل النقطة الأكثر جذبا والأعمق تأثيرا في استمالة العقول والقلوب إلى محبة أهل البيت.

جاء ذلك خلال خطبتي الجمعة 13 محرم 1441هـ الموافق 13 سبتمبر 2019م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.

وقال الشيخ الصفار إن الخطاب المعتدل هو ما يجعل أهل البيت محورا لإجماع الأمة وتآلفها.

 وأوضح أنه كلما تجاوزت الأمة تأثير العوامل السياسية وحالة التوترات الطائفية والتجاذبات المذهبية تصبح محبة أهل البيت موردا لتآلف الأمة وسببا لاجتماعها.

 وقال سماحته بأن موسم عاشوراء هذا العام مثّل فرصة لتجلي محبة أهل البيت في نفوس المسلمين.

 وأشاد بتناول العديد من العلماء والكتّاب والمثقفين من غير أتباع مدرسة أهل البيت قضية الإمام الحسين وفضله ومكانته ومبادلتهم شيعة أهل البيت التعازي والمواساة بمناسبة عاشوراء.

 واعتبر هذا دليلا على تغيّر أجواء الأمة نحو الأفضل. قائلا بأن مزيدا من التحسن سيسود العلاقة الإسلامية كلما تراجعت التوترات السياسية والطائفية.

 

وينتقد الخطاب الطائفي البذيء

 في مقابل ذلك انتقد سماحة الشيخ الصفار "الخطاب الحادّ والبذيء والمتطرف" الذي ينفرّ الناس عن مدرسة أهل البيت.

 وحمّل أتباع أهل البيت المسئولية عن بروز التوجهات المغالية فيما بينهم تجاه المدارس المذهبية الأخرى وإن كان ردّا على حالة الإقصاء الذي يواجهوه.

 وشدّد سماحته على ضرورة "لجم" التوجهات المغالية والحدّية لمخالفتها تعاليم أهل البيت ووصايا المرجعية الدينية في التعامل مع الآخرين حتى لو كانت أساليب أولئك سلبية وعدائية.

 وأكد بأن وصايا أهل البيت شددت باستمرار على استخدام الأسلوب الليّن والدفع بالتي هي أحسن والنأي عن التطرف واللغة المنفرة حيال الآخرين.

 وأضاف بأن وصايا المرجعية الدينية بدورها تصب في ذات السياق لجهة دعوتها الخطباء والشعراء والرواديد بأن يتجنبوا الخطاب الذي يوهم بالغلو في أهل البيت.

 وأورد طرفا من تلك الوصايا وهو القاضي بأن نسبة أي أمر إلى أهل البيت لم تقم عليه الحجة فهو من الغلو.

 من جانب آخر أشاد سماحته بالمنابر الواعية والخطباء الذين يُفخر بطرحهم. مؤمّلا بأن ترتقي جميع المنابر إلى المستوى المأمول وأن تتجاوز الإشكاليات بمساعدة من النخب والجمهور الواعي.

 وتابع بأن عاشوراء مثّل باستمرار فرصة لتذكير الأمة بمحبة أهل البيت في كل بقعة من بقاع العالم تجري فيها مراسم احياء المناسبة.

 إلى ذلك رفع شكره إلى جميع المشاركين في إحياء موسم عاشوراء بمالهم وجهدهم ووقتهم في بلادنا وفي مختلف دول العالم.