الشيخ الصفار يحذر من "أخلاق الجاهلية" ويرفض ابتذال جسم المرأة

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

ويرفض التمييز بين الناس وتعييرهم بأصولهم واعراقهم والوانهم.
ويقول بأن الإسلام يحضّ على العلم والتعقل في العلاقات الاجتماعية.
ويضيف بأن حالة التبرّج عند النساء تُعدّ من المسلكيات الجاهلية.

 حثّ سماحة الشيخ حسن الصفار على النأي عن "أخلاق الجاهلية" التي عدّها مسلكا خاطئا وبعيدا عن العقلانية، قائلا بأنها غير منحصرة بمجتمع معيّن ولا مرحلة تاريخية محددة.

 جاء ذلك خلال خطبتي الجمعة 11 ربيع الأول 1441هـ الموافق 8 نوفمبر 2019م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.

 وقال الشيخ الصفار إن "الجاهلية" ليست مرحلة زمنية بل هي حالة فكرية وسلوكية لها سماتها التي قد تنطبق على أي مجتمع قديم أو حديث بصرف النظر عن المعتقد الذي يؤمن به.

 وتناول سماحته عدة سمات للمجتمعات التي لا تزال تعاني رواسب الجاهلية وفقا لآيات الكتاب الحكيم.

 وقال إن من أبرز السمات الكاشفة عن الجاهلية هي نزعة التعصب والانفعال، التي يعبر عنها القرآن الكريم بـ "حميّة الجاهلية" التي تظهر عند أتفه المواقف الخلافية.

 وأضاف بأن عواقب هذه "الحميّة" غالبا ما تعود بالمضرة على الانسان نفسه قبل غيره.

 وتابع بأن تعاليم الإسلام ترفض على نحو قاطع التمييز بين الناس وتعييرهم بأصولهم وأعراقهم وألوانهم باعتبار ذلك من صميم الحميّة الجاهلية. مستشهدا بقول رسول الله لأحد أصحابه (إنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ) لتعييره أحد زملائه بانتمائه العرقي.

 ومضى يقول أمام حشد من المصلين أن الممارسات الجاهلية قد تنطبق على أي كان تبعا لسلوكياته وبصرف النظر عن دينه أو مذهبه؛ مسلما كان أم غير ذلك.

 وقال سماحته إن على المسلم أن يراقب مشاعره النفسية وسلوكه الاجتماعي حتى لا تتسلل إلى نفسه رواسب الجاهلية.

 وحثّ على النأي عن حالة الانفعال (أخلاق الجاهلية) المضادة كليا للعقلانية على جميع المستويات بما في ذلك ما يطال الخلافات العائلية او النزاع بين الجيران او الاصدقاء.

 وشدّد القول بأن المجتمع حتى يكون ملتزما بالإسلام حقا ينبغي أن يتبع العلم والمعرفة والتعقل في علاقاته الاجتماعية.

 تبرج الجاهلية

 واستطرد الشيخ الصفار في القول بأن حالة التبرّج عند النساء تُعدّ من المسلكيات الجاهلية التي عبّر عنها القرآن في الآية الكريمة ﴿وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى.

 وعلّل سبب مقت الإسلام لابتذال جسم المرأة بالقول بأنها حالة منشأها الأساس الهوى "ولو حكم الانسان عقله لما وجد مبررا لهذه الحالة".

 وتابع بأن أبرز مظهر لذلك هو ما نجده عيانا من تفاوت بين لباس الأنثى والذكر في الكثير من المجتمعات، وبلا مبرر عقلاني غالبا ما يستر الذكر مساحة أكثر من جسمه قياسا على الأنثى مع انها هي محل الجمال والمفاتن.

 وأضاف بأن القران الكريم يعتبر ابتذال جسم المرأة والمتاجرة بمفاتنها نمطا من انماط الجاهلية الناتجة عن الاهواء والبعيدة عن العقلانية.

 وقال إنّ هذا المسلك عامل اساس في اثارة الغرائز والاهواء. مضيفا بأن من غير الصحيح القول بأن الاثارة تنحصر في المجتمعات المحافظة لعدم تعودها على هذه الحالة.

 وأضاف بأن المجتمعات الغربية نفسها تشتكي من تزايد حالات التحرش والاغتصاب بالرغم من القوانين المشددة عندهم.

وتابع بأن هناك إحصاءات سنوية منشورة لعدد حالات الاغتصاب والتحرش في تلك المجتمعات وفضائح تورط فيها أناس من علية القوم من سياسيين ومشاهير وليس الناس العاديين فقط