وقد تحدث سماحته حول هجر القرآن وبدأ سماحته الحديث حول الآية الكريمة ورأي المفسرين فيها وقال سماحته: أن الهجر في اللغة يعني: الترك والإعراض. كما طرح الآراء المختلفة للمفسرين حول الشكوى التي تتحدث عنها هذه الآية المباركة.

وبعد ذلك تساءل سماحته: لماذا يهجر المسلمون القرآن؟ وذكر لذلك أسباب ثلاثة:"/>

القرآن المهجور

مكتب الشيخ حسن الصفار
أمّ سماحة الشيخ حسن موسى الصفار "حفظه الله" جموع المصلين اليوم الجمعة الموافق 25 شعبان 1423هـ في مسجد سماحة الشيخ علي المرهون حفظه الله بالقطيف. وبعد الصلاة ألقى سماحته كلمةً افتتحها بقوله تعالى: ﴿وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا.

وقد تحدث سماحته حول هجر القرآن وبدأ الحديث حول الآية الكريمة ورأي المفسرين فيها وقال سماحته: أن الهجر في اللغة يعني: الترك والإعراض. كما طرح الآراء المختلفة للمفسرين حول الشكوى التي تتحدث عنها هذه الآية المباركة.

وأسباب هجر القرآن


بعد ذلك تساءل سماحته: لماذا يهجر المسلمون القرآن؟ وذكر لذلك أسباب ثلاثة:

أولاً- إما أنهم لا يعرفون قيمة القرآن الكريم.

ثانياً- أو أنهم يستهينون بالقرآن.

ثالثاً- أو أنهم يستهينون بالجهة التي جاء منها القرآن وهو الله سبحانه وتعالى.

وقال سماحته: إن كل هذه الأمور تستحق العقاب والحساب.

صور هجر القرآن


وتحدث سماحة الشيخ بعد ذلك عن صور هجر القرآن، وذكر لذلك صورتين:

أولاً- هجر القرآن ظاهرياً: كأن لا يُقرأ القرآن، أو لا تُحفظ آياته.

ثانياً- الابتعاد عن مناهج القرآن الحكيم.

وقال سماحة الشيخ أن هذا العصر من أفضل العصور التي يتوفر فيها اهتمامٌ ظاهريٌ بالقرآن الحكيم، ولكن الأمر الآخر وهو لا يقل أهمية إن لم يكن أهم من الجانب الآخر.

وأورد بعد ذلك حديثاً عن أمير المؤمنين علي إذ يقول في آخر وصيةٍ له: «الله الله في القرآن، ألا لا يسبقنكم للعمل به غيركم». وتساءل سماحته: كيف يمكن أن يسبقنا غيرنا للعمل بالقرآن مع عدم الإيمان به؟ وأجاب سماحته عن ذلك: بأن في القرآن نوعين من الآيات:

الأول: أياتٌ عبادية.

ثانياً: آياتٌ تتحدث عن طريقة تنظيم الحياة، والتعامل مع الكون والحياة.

وقال سماحته: إن الأمة أخذت بشيءٍ من الجانب الأول من القرآن وتغافلت عن الجانب الثاني، وهو سبب تخلفها.

أولويات يُركز عليها القرآن الحكيم


وبعد ذلك ذكر سماحة الشيخ جانبين من الجوانب التي يُركز عليها القرآن الكريم، بينما تجد الأمة الإسلامية تعيش الغفلة عن هذين الجانبين:

الجانب الأول: فيما يرتبط مع الكون والطبيعة.

ذكر سماحة الشيخ أن أكثر من نصف آيات القرآن الحكيم تتحدث عن قضايا الطبيعة والكون، وقال في سبب ذلك: لأن الإنسان إذا تأمل في الكون والحياة اكتشف عظمة الخالق تعالى، واستفاد من الامكانيات التيأودعها الباري في هذا الكون الواسع.

وذكر مقارنة بين وضع الأمة الإسلامية والمجتمعات الغربية وكيف أن الأمة الإسلامية تعيش من مؤخرة الركب، وقد وثّق ذلك بجملةٍ من الإحصائيات.

الجانب الثاني: فيما يرتبط بتنظيم العلاقات الاجتماعية.

أشار سماحة الشيخ إلى أن القسم الثاني المهم في آيات القرآن تتحدث عن علاقة الناس بعضهم ببعض، وتحدث عن مفارقة بين وضع الأمة الإسلامية ووضع الغرب في العلاقات الاجتماعية وأسس التعايش، وكيف أن الأمة الإسلامية لا تحظى بأي نوعٍ من أنواع التعايش مع التوافق فيما بينهم في الدين، وتجد أن الدول الغربية المتحاربة تُفكر كيف يتحدون مع بعضهم، ويضعون لهم أسساً تضمن التعايش الآمن فيما بينهم.


وأخيراً وجه سماحة الشيخ خطاباً دعا فيه للاهتمام بالقرآن الكريم في مختلف الجوانب، وأشاد بالمبادرات الشبابية حول القرآن الكريم من تنظيم لجان للإهتمام بالقرآن وعلومه. وقال سماحته: إن هذا الأمر يزداد أهميةً خصوصاً ونحن على أعتاب شهر رمضان المبارك، وهو شهر القرآن الكريم.


والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا ونبينا محمدٍ وآله الطاهرين.