الشيخ الصفار: الإجراءات التي اتخذتها الدولة في الحرمين الشريفين لمصلحة الناس وحمايتهم

مكتب الشيخ حسن الصفار
نص مداخلة سماحة الشيخ حسن الصفار عبر قناة العربية التي بثت مساء الثلاثاء 15 رجب 1441هـ الموافق 10 مارس 2020م:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين وصحبه الطيبين

انتشار هذا الوباء - فيروس كورونا الجديد - يضع البشرية أمام تحدٍ كبير، وبعون الله ستتمكن البشرية من تخطي هذا التحدي، كما تمكنت من تخطي التحديات السابقة في مختلف المجالات، لكن الأمر يحتاج الى تضافر الجهود على المستوى العالمي، وأن يكون هناك تجاوز لكل التقسيمات العرقية، والقومية، والدينية، والسياسية، فتتضامن كل الدول، وكل الشعوب، وكل الأمم، في مواجهة هذا الوباء وهذا التحدي الخطير.

 مشكلة بعض المتدينين انهم يريدون ممارسة العبادات والشعائر الدينية دون أن يأخذوا القوانين والانظمة بعين الاعتبار، القوانين والانظمة تتخذها كل حكومة مسؤولة لتنظيم حياة الناس، وللدفاع عن المصالح العامة في الوطن، وعلى كل انسان يريد ممارسة العبادات والشعائر الدينية ان تكون هذه الممارسة في ظل القوانين، ومنسجمة مع القوانين والأنظمة.

 بالنسبة للحج والعمرة لا يصح ابدا مخالفة القوانين والانظمة التي تضعها الدولة، ونحن في المملكة العربية السعودية في كل سنة نواجه مخالفات في موسم الحج، أناس يريدون ان يؤدوا عبادة الحج، ولكن دون أن يلتزموا بالقوانين والانظمة التي تضعها الدولة، وتقوم الدولة باستعدادات كثيرة لمنع هذه التجاوزات، وكذلك الحال في مختلف الشعائر والعبادات الدينية.

 المواطنون الشيعة الذين يريدون زيارة العتبات الدينية المقدسة في العراق أو إيران أو في أي مكان آخر، ينبغي أن يكون ذهابهم لزيارة هذه العتبات مع مراعاة الأنظمة والقوانين في بلدهم، ولكن حيث أننا الآن نعيش وضعًا استثنائيًا خطيرًا فإن الدولة اتخذت هذا القرار الحكيم، وهي تشكر على هذا القرار، بغض النظر عن هذه المخالفات، إذا كان إنسان قد سافر إلى هذه المناطق متجاوزًا الأنظمة الرسمية فإن الدولة تغض النظر عن هذا التجاوز، فعليه أن يفصح عن جهة قدومه من أجل حمايته وحماية اسرته ومجتمعه ووطنه.

 من هنا لا يجوز أبدا لأي إنسان يكون قادمًا من إحدى البلدان والدول التي ينتشر فيها هذا الوباء أن يتكتم على هذا الأمر، وأن يتباطأ في مراجعة الجهات المختصة، المسألة في مستوى الواجب الشرعي والعقلي من أجل حماية النفوس، وحماية الصحة العامة، والمصلحة العامة.

 الإجراءات التي اتخذتها الدولة أعزها الله في مجال الحرمين الشريفين، ومنع أداء العمرة في هذا الوقت هو في مصلحة الناس، ومن أجل حمايتهم، ولا ينبغي ابدًا مخالفة هذه الأنظمة والقوانين فإن ذلك مما لا يرضاه الله سبحانه وتعالى، ولا يقبله العقل، والتدين ينبغي أن يكون في إطار أحكام الشرع، وإرشاد العقل، وفي إطار الانسجام مع الأنظمة والقوانين المنبثقة من رعاية المصلحة العامة.