الشيخ الصفار: هناك من يستولي على حقوق غيره ناسيا رقابة الله

رفض سماحة الشيخ حسن الصفار ما يقوم به بعض الناس من مغالطة لضميره أو التفاف على وجدانه وأخذ حقوق الآخرين مستندا لقانون يستغله في مصلحته، أو فتوى يوجهها لمآربه.

وطالب باستحضار رقابة الله الذي يعلم ما تخفيه الصدور، حتى لو كان الذي حكم لك رسول الله ، لأنه يحكم "بِالْبَيِّنَاتِ وَاَلْأَيْمَانِ".

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 21 رجب 1442هـ الموافق 5 مارس 2021م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.

وقال الشيخ الصفار أن بعض الناس قد يغالط ضميره، ويلتف على وجدانه، اعتمادًا على مبررات من خارج ذاته، كالاستناد إلى بعض الفتاوى والقوانين.

وحذر من كان يعلم أنه ليس صاحب حق، بأن القانون لا يعفيه من المسؤولية أمام الله تعالى ولا يحميه من عقابه.

وأوضح سماحته أن الله تعالى زود الإنسان بالعقل كقوة إدراك وتفكير، وأودع في نفسه الضمير والوجدان، لتحفيزه نحو الخير وتحذيره من الشر.

وأبان أن جميع بني البشر في جميع العصور، ومن مختلف الانتماءات يتفقون على تمجيد مكارم الأخلاق، وعلى تقبيح الرذائل والمساوئ.

وتابع: ذلك من وحي إدراك عقولهم وفطرتهم، فلا يحتاج الإنسان إلى تعلّم حتى يدرك حسن العدل والأمانة والصدق، وقبح الظلم والخيانة والكذب.

وأشار إلى أن أصول الأخلاق لها جذور في عمق الإنسان وطبيعته وهي ثابتة لا تتغير.

وقال: إن الإنسان يدرك بعقله وفطرته أصول المبادئ الأخلاقية، والمعالم الرئيسة لها، وقد تخفى عليه بعض الجوانب والتفاصيل والتطبيقات.

وأردف: قد تختلف بعض مصاديق الخير والشر والحسن والقبح باختلاف ثقافات الناس وتقاليدهم، وبتطور الحياة الاجتماعية. مؤكدا أن المبادئ والأصول تكون ثابتة.

وأضاف: لذلك يحتاج إلى الشرائع الإلهية للإحاطة بأمور الخير والشر والحسن والقبح، ومعرفة التفاصيل والتطبيقات، وموارد التزاحم والتعارض.

واستدرك الشيخ الصفار بأن الإنسان قد يجد نفسه أمام حالة التباس في تحديد بعض الموارد والمواقف فتختلط عليه الأوراق.

وتابع: إما لانشداده نفسيًا بدافع الرغبة والمصلحة تجاه بعض الخيارات، أو لوجود أجواء اجتماعية تؤثر على اختياره لهذا المورد أو ذاك.

ولحل هذا الإشكال قال سماحته: على الإنسان أن يرجع إلى ضميره ووجدانه ويأخذ بما يرشده إليه ويمليه عليه، حسب ما ورد في التوجيهات النبوية، فالبر "مَا اِطْمَأَنَّ بِهِ اَلصَّدْرُ، وَاَلْإِثْمُ مَا تَرَدَّدَ فِي اَلصَّدْرِ، وَإِنْ أَفْتَاكَ اَلنَّاسُ وَأَفْتَوْكَ".

 

لمشاهدة الخطبة بعنوان: مرجعية الضمير في التوجيه النبوي

https://www.youtube.com/watch?v=y9S9W5B3ZpM

للاستماع للخطبة:

https://www.saffar.me/?act=av&action=view&id=1457