الاجتهاد والنجاح في تحمّل المسؤوليات العامة

 

كتب عبد الله النجاشي الوالي على الأهواز من قبل المنصور العباسي، رسالة إلى الإمام الصادق ، يستنصحه فيها عن أمر ولايته، فأجابه الإمام الصادق برسالة مطولة، جاء في مقدمتها: «وَاعلَم أنّ خَلاصَكَ وَنَجاتَكَ مِنْ حَقنِ الدِّماءِ، وَكَفِّ الأذى عَن أولياءِ الله وَالرِّفقِ بِالرَّعِيَّةِ، وَالتَأنّي، وَحُسنِ المُعاشَرَةِ مَعَ لِينٍ في غَيرِ ضَعفٍ، وَشِدَّةٍ في غَيرِ عُنَفٍ، وَمُداراةِ صاحِبِكَ وَمَن يَردُ عَلَيكَ من رُسِلِهِ، وَارتُق فَتقَ رَعِيَّتِكَ بِأن تُوقِفَهم عَلَى مَا وافَقَ الحَقَّ وَالعَدلَ إن شاءَ اللّه ُ تَعالى»[1] .

يركز معظم الخطاب السائد في مجتمعاتنا الشيعية على جانب الافتراق والانفصال لأئمة أهل البيت وشيعتهم عن الحكومات في عصورهم، فيتحدث هذا الخطاب عن معاناة كلّ إمام من حكومات عصره، والمآسي التي حلّت عليه، وما أصاب شيعة أهل البيت في تلك العصور، وهو أمر صحيح، لكنه لا يعكس الصورة كاملة، حيث يُغفل ذكر مشاهد التواصل والمشاركة في الشأن العام، فتبدو حياة الأئمة وكأنها منفصلة عن واقع الأمة، وليس لها تأثير على مسار الأحداث!!

إنّ تصوير الأئمة وكأنهم منعزلون ومنطوون على أنفسهم (دراويش) جالسون في بيوتهم، لا شأن لهم بما يجري في ساحة الأمة، هذا ليس طرحاً موضوعياً لسيرة الأئمة.

صحيح أنهم أُبعدوا عن موقع القيادة والحكم الذي كان يجب أن يكون لهم، بحكم المعتقد الشيعي، وأنّ السلطات الأموية والعباسية كانت ترى فيهم المنافس الحقيقي لها، وتخشى من التفاف الأمة حولهم، فهم الأجدر بالقيادة، ووردت في ولايتهم نصوص كثيرة، ولهذا سعت تلك السلطات إلى محاصرتهم والضغط عليهم بشتى الوسائل، لكن الأئمة لم تسيطر عليهم حالة (ردة الفعل) فتمنعهم من أداء دورهم في الإصلاح، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مصلحة الدين والأمة، بل كان لهم حضورهم في قضايا الشأن العام، عبر تبيين مفاهيم الدين، ورعاية المصلحة العامة، وإن كان على حساب ذواتهم! 

كما قال الإمام علي : «لَأُسْلِمَنَّ مَا سَلِمَتْ أُمُورُ الْمُسْلِمِينَ ولَمْ يَكُنْ فِيها جَوْرٌ إِلَّا عَلَيَّ خاصَّةً»[2] .

كان الأئمة يُبدون آراءهم ويقدمون مشورتهم للحكام، ويوجهون الأمة إلى ما يحفظ وحدتها، ويخدم مصالحها، ويصون معالم دينها.

وكم في حياة أمير المؤمنين علي من استشارات قدمها لخلفاء عصره؟! حتى قال الخليفة الثاني عمر: «لولا علي لهلك عمر»[3] ، «لا أبقاني الله لمعضلة ليس فيها أبو الحسن»[4] ، وهذا ما روته المصادر وكتب التاريخ.

لقد كان الإمام يقدم رأيه بإخلاص، خدمة لمصلحة الدين والأمة، وكأنموذج على ذلك نستحضر نصيحة الإمام علي للخليفة الثاني حينما استشار الصحابة في أمر قيادته المباشرة للجيش الإسلامي في مواجهة الفرس، وأشار عليه عدد من الصحابة بالخروج على رأس الجيش، لكن الإمام عليًا أشار على الخليفة بالبقاء في المدينة وعدم الخروج مع الجيش، وأخذ عمر بمشورته، وكان مما قاله الإمام للخليفة عمر: «ومَكَانُ الْقَيِّمِ بِالأَمْرِ مَكَانُ النِّظَامِ مِنَ الْخَرَزِ، يَجْمَعُه ويَضُمُّه، فَإِنِ انْقَطَعَ النِّظَامُ تَفَرَّقَ الْخَرَزُ وذَهَبَ، ثُمَّ لَمْ يَجْتَمِعْ بِحَذَافِيرِه أَبَداً، والْعَرَبُ الْيَوْمَ وإِنْ كَانُوا قَلِيلًا، فَهُمْ كَثِيرُونَ بِالإِسْلَامِ، عَزِيزُونَ بِالِاجْتِمَاعِ، فَكُنْ قُطْباً واسْتَدِرِ الرَّحَى بِالْعَرَبِ، وأَصْلِهِمْ دُونَكَ نَارَ الْحَرْبِ، فَإِنَّكَ إِنْ شَخَصْتَ مِنْ هَذِه الأَرْضِ، انْتَقَضَتْ عَلَيْكَ الْعَرَبُ مِنْ أَطْرَافِهَا وأَقْطَارِهَا، حَتَّى يَكُونَ مَا تَدَعُ وَرَاءَكَ مِنَ الْعَوْرَاتِ، أَهَمَّ إِلَيْكَ مِمَّا بَيْنَ يَدَيْكَ.

إِنَّ الأَعَاجِمَ إِنْ يَنْظُرُوا إِلَيْكَ غَداً يَقُولُوا، هَذَا أَصْلُ الْعَرَبِ فَإِذَا اقْتَطَعْتُمُوه اسْتَرَحْتُمْ، فَيَكُونُ ذَلِكَ أَشَدَّ لِكَلَبِهِمْ عَلَيْكَ وطَمَعِهِمْ فِيكَ، فَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ مَسِيرِ الْقَوْمِ إِلَى قِتَالِ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنَّ اللَّه سُبْحَانَه هُوَ أَكْرَه لِمَسِيرِهِمْ مِنْكَ، وهُوَ أَقْدَرُ عَلَى تَغْيِيرِ مَا يَكْرَه.

وأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ عَدَدِهِمْ، فَإِنَّا لَمْ نَكُنْ نُقَاتِلُ فِيمَا مَضَى بِالْكَثْرَةِ، وإِنَّمَا كُنَّا نُقَاتِلُ بِالنَّصْرِ والْمَعُونَةِ!»[5] ، وهكذا نقرأ في التاريخ عن لقاءات الأئمة بحكام عصورهم وتقديم الرأي والمشورة لهم. 

ومما نجده أيضاً تشجيع الأئمة لشيعتهم على الاندماج في الأمة، والمشاركة في الشأن العام، ولم يكونوا يدفعون شيعتهم إلى العزلة والانطواء وقبول الحصار والتهميش.

ومن أهم ما نجده في هذا السياق، أنّ بعض أصحاب الأئمة وتلامذتهم تحمّلوا مسؤوليات وظائف مهمة في ظل الحكومات القائمة، ولم يكونوا بعيدين عن توجيهات الأئمة، ولا مخالفين لنهجهم، بل كان الأئمة يرعونهم ويوجهونهم للقيام بهذه الأدوار، نذكر على سبيل المثال لا الحصر: 

سلمان الفارسي، كان والياً على المدائن من قبل الخليفة عمر.

عمار بن ياسر، كان أميراً على الكوفة من قبل الخليفة عمر، كما بعثه الخليفة عثمان مفتشاً إلى مصر، للنظر في أوضاع الولاة.

موسى بن نصير، كانت له رتبة عسكرية كبيرة، وهو قائد الفتوحات العظيمة في المغرب. في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك.

على بن يقطين، كان وزيراً مقرباً من هارون الرشيد، وكان الإمام موسى الكاظم يشجعه ويرعاه.

هكذا كان الأئمة يأمرون شيعتهم بالمشاركة وتحمل المسؤولية ورفد الدولة بالكوادر الصالحة

لكن في عهد ثقافة الانعزال والانطواء التي سادت أجواء الشيعة، أُغفل هذا الجانب، وصار الحديث فقط عن جانب المأساة والمعاناة التي عاشها الأئمة والشيعة في تلك العصور. 

عبد الله النجاشي الأسدي

هو من أصحاب الإمام الصادق وممن رووا عنه، واعتمدت روايته في كثير من مصادر الشيعة. 

كان في بداية شبابه يميل إلى نهج الزيدية، (ثورياً) حسب المصطلح الحديث، بل شارك في عمليات اغتيال، واستخدم العنف ضد المناوئين لأهل البيت، لكنه بعد أن التقى الإمام الصادق أقنعه بتغيير نهجه.

ولأنه صاحب كفاءة وله مكانة وشخصية في مجتمعه، عيّنه المنصور العباسي والياً على الأهواز، فدخل بذلك امتحاناً صعباً، إذ كيف يتسنم هذا المنصب من قبل المنصور، وهو موالٍ لأهل البيت؟!

وهذا ما دعاه إلى مراسلة الإمام الصادق واستشارته.

فكتب يقول: «أَطَالَ الله بَقَاءَ سَيِّدِي وَمَوْلاَيَ، وَجَعَلَنِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ فِدَاهُ، وَلاَ أَرَانِي فِيهِ مَكْرُوهاً، فَإِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَاَلْقَادِرُ عَلَيْهِ.

اِعْلَمْ سَيِّدِي وَمَوْلاَيَ أَنِّي بُلِيتُ بِوِلاَيَةِ اَلْأَهْوَازِ، فَإِنْ رَأَى سَيِّدِي أَنْ يَحُدَّ لِيَ حَدّاً، أَوْ يُمَثِّلَ لِي مِثَالاً لِأَسْتَدِلَّ بِهِ عَلَى مَا يُقَرِّبُنِي إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِلَى رَسُولِهِ، وَيُلَخِّصَ فِي كِتَابِهِ مَا يَرَى لِيَ اَلْعَمَلَ بِهِ».

فأجابه الإمام برسالة بدأها بالدعاء له كما يلي: «حَاطَكَ الله بِصُنْعِهِ، وَلَطَفَ بِكَ بِمَنِّهِ، وَكَلَأَكَ بِرِعَايَتِهِ، فَإِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ».

وتضمنت رسالة الإمام إليه توجيهات تركز على الاهتمام بحقوق الناس ورعايتهم، وترشده إلى سبل النجاح في أداء وظيفته ومسؤوليته، بما ينسجم مع قيم الدين ومبادئه.

ومما جاء في رسالة الإمام

«وَاعلَم أنّ خَلاصَكَ وَنَجاتَكَ مِنْ حَقنِ الدِّماءِ، وَكَفِّ الأذى عَن أولياءِ الله وَالرِّفقِ بِالرَّعِيَّةِ، وَالتَأنّي، وَحُسنِ المُعاشَرَةِ مَعَ لِينٍ في غَيرِ ضَعفٍ، وَشِدَّةٍ في غَيرِ عُنَفٍ، وَمُداراةِ صاحِبِكَ وَمَن يَردُ عَلَيكَ من رُسِلِهِ، وَارتُق فَتقَ رَعِيَّتِكَ بِأن تُوقِفَهم عَلَى مَا وافَقَ الحَقَّ وَالعَدلَ إن شاءَ الله تَعالى».

حيث يؤكد الإمام على النجاشي في هذه الرسالة مراعاة الأمور التالية: 

أولًا: حقن الدماء

«وَاعلَم أنّ خَلاصَكَ وَنَجاتَكَ مِنْ حَقنِ الدِّماءِ»

كن حريصاً على حفظ دماء الناس؛ لأنها الأولوية القصوى التي يؤكد عليها الدين. 

فإنه «لاَ يَزَالُ اَلْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا» كما في رواية عن الإمام الصادق .

قد يجد الإنسان عذراً وتسامحاً من قبل الله تعالى في سائر الأخطاء والزلات، لكنه إذا تورط في دم، ضيق على نفسه الخناق أمام الله سبحانه.

ثانيًا: الدفاع عن المؤمنين

«وَكَفِّ الأذى عَن أولياءِ الله».

في ظلّ السلطة العباسية كان أولياء الله المؤمنون الموالون لأهل البيت يعانون من المضايقات، وتمارس عليهم الضغوط بمختلف أشكالها.

ويمكن لمن لديه سلطة ومنصب أن يخفف الضغوط عن المؤمنين، ويدافع عنهم بما يتمكن. 

ثالثًا: اعتماد مبدأ الرفق واللين

«وَالرِّفقِ بِالرَّعِيَّةِ، وَالتَأنّي وَحُسنِ المُعاشَرَةِ»

الوالي بمثابة الحاكم أو الأمير على المنطقة، وبيده زمام الأمور، وقد تسيطر عليه مشاعر السلطة، فيتعالى على الناس، فلا بُدّ من السيطرة على هذه النوازع النفسية، ومعاملة الرعية بالرفق والإحسان وسمو الأخلاق. 

رابعًا: التوازن في تطبيق القوانين

«مَعَ لِينٍ في غَيرِ ضَعفٍ، وَشِدَّةٍ في غَيرِ عُنَفٍ»

الوالي أو حاكم المنطقة مسؤول ومعني بأن يجري النظام ويطبق القانون، وهذا الأمر يحتاج إلى توازن واعتدال، حتى لا تتحول الأنظمة والقوانين إلى سيف مسلط على رقاب الناس، فهي في الأصل وضعت لمنفعة الناس وحفظ مصالحهم.

خامسًا: فنّ المدارة 

لكلّ طبقة أو فئة اجتماعية أسلوب وطريقة في التعامل والتعاطي مع المواقف.

ومن يتسنم موقعاً رسمياً يتعامل فيه مع السلطات والمسؤولين، عليه أن يتعامل معهم بالأسلوب المناسب، حتى يكسب ثقتهم ويستمر في موقعه لذلك يقول الإمام للنجاشي: «وَمُداراةِ صاحِبِكَ وَمَن يَردُ عَلَيكَ من رُسِلِهِ».

الإمام هنا يوصي عبدالله النجاشي بمداراة المنصور العباسي، ومداراة المسؤولين الذين يبعثهم لتفقد أوضاع الولاة، حتى ينجح في هذه الوظيفة الحساسة. 

سادسًا: إصلاح المجتمع

«وَارتُق فَتقَ رَعِيَّتِكَ بِأن تُوقِفَهم عَلَى مَا وافَقَ الحَقَّ وَالعَدلَ»  

من أهم مسؤوليات الوالي تجاه رعيته أن يصلح الخلل الاجتماعي، ويستثمر مكانته الرسمية الاجتماعية وإمكاناته الإدارية، في سد الثغرات التي تحدث في المجتمع.

ومن الخطأ أن ينشغل الوالي بالأمور الإدارية، ويغفل عن مهمة الإصلاح.

درس لجميع الموالين

هكذا كان الأئمة يهتمون بإنجاح أتباعهم في مواقع المسؤولية التي يتحملونها، وهو درس للإنسان الموالي لأهل البيت بأن يتحمل المسؤولية في ظلّ الحكومة التي يعمل فيها، فيسعى لتحقيق النجاح، بأن يراعي أحكام الله، ويحفظ حقوق الناس، ويداري الجهة التي يعمل تحت مظلتها.

إنّ ذلك يحقق هدفين مهمين: 

الأول: يحقق رضا الله تعالى

«إنّ الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه»[6]  كما ورد في الحديث عن رسول الله ، وعلى الإنسان المؤمن أن يجعل رضا الله نصب عينيه في كلّ عمل يؤديه.

الثاني: يقدم صورة مشرقة عن أتباع أهل البيت

إنّ من يعمل في وظيفة ترتبط بمصالح الناس، عليه أن يتحمل مسؤوليته على أكمل وجه، وهذا يحسب في رصيد أهل البيت وشيعتهم. 

الموظف الذي يقصده المراجعون عليه أن يسهل أمورهم مع الالتزام بالقانون والنظام.

بعض الموظفين يكون مزاجه أشدّ من القانون، فيشدد على الناس ويأتي بقوانين من اجتهاده أو حسب مزاجه!

وهو بذلك يضيق على المواطنين، ويفوّت على نفسه فرصة كبيرة من الثواب، بل يعرض نفسه للعقاب من قبل الله تعالى.

ومن الخطأ أن يتصور البعض أنّ ممارسة الدين محصورة في المحافظة على الوضوء والصلاة وسائر العبادات بعيداً عن رعاية حقوق الناس!!

إذا كنت موظفاً مسؤولاً في أيّ مهمة مرتبطة بالناس والشأن العام، فعليك أن تجتهد في خدمة مصالح الناس ورعاية حقوقهم. فذلك هو مظهر التدين الصادق.

ومن المؤسف جداً أن يتعود بعض الموظفين على عبارة (تعال بكرة)، (راجعنا الأسبوع القادم) فكم يضيّع هذا الأسلوب من مصالح الناس؟!!

وكم هو مؤذٍ لمشاعر الناس؟!

من لديه ضمير ومن يستشعر المسؤولية الدينية عليه أن يعلم أنّ مراعاة مصالح الناس وحفظ حقوقهم أولوية دينية، والأئمة يريدون من كلّ مؤمن أن يكون مهتماً مجتهداً ومتطلعاً للنجاح في القيام بدوره ومسؤولياته العامة. 

* خطبة الجمعة بتاريخ 25 شوال 1440هـ الموافق 28 يونيو 2019م.
[1]  وسائل الشيعة، ج 17، ص208.
[2]  نهج البلاغة، خطبة 74.
[3]  أحمد بن عبد اللَّه الطبري. ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى، الطبعة الأولى 1415 ه، (جدة: مكتبة الصحابة)، ص149.
[4]  مناقب آل أبي طالب، ج١، ص٣١١.
[5]  ابن أبي الحديد. شرح نهج البلاغة، ج3، (بيروت: دار مكتبة الحياة)، ص199.
[6]  كنز العمال، ج٣، ص٩٠٧.