الشيخ الصفار: يمكن تقويم الخطاب الديني من انعكاساته ومخرجاته الاجتماعية

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

قال سماحة الشيخ حسن الصفار إن من أهم مناهج النقدِ والتقويم لأي خطاب، ملاحظة المخرجات والنتائج، وانعكاس الخطاب على المجتمع سلباً وإيجاباً.

وتابع: إذا أردنا أن نعرف تأثير الخطاب الديني فعلينا أن نبحث عن انعكاساته ومخرجاته الاجتماعية.

جاء ذلك خلال كلمة سماحته ضمن فقرات "ملتقى المنبر" الذي عقد في مسجد المصطفى بحي الروضة في تاروت مساء السبت 20 شوال 1443هـ الموافق 21 مايو 2022م وقد حضره عدد من العلماء والخطباء والشعراء والرواديد من أنحاء المنطقة.

وقال سماحته إذا ساهم الخطاب الديني في انتاج مجتمعٍ متقدمٍ متحضّرٍ، فهذا يدل على سلامة ورقي هذا الخطاب.ملتقى المنبر

وتابع: وحين نجد أنَّ النتيجة كانت تكريس واقعٍ متخلّفٍ ووضعٍ سيء، هنا لا يُمكن أن نحكم بصوابية ذلك النهج من الخطاب.

وأضاف: فعلى أساس النتائج والانعكاسات التي صنعها الخطاب في المجتمع يكون النقد والتقويم.

وأشار سماحته إلى وجود ظواهر سلبية خطيرة في عالمنا الإسلامي يجدها المراقب للواقع الاجتماعي وقد يتحمّل الخطاب الديني جزءً من المسؤولية تجاهها.

وذكر منها: عدم رسوخ القيم الأساس للدين في نفوس أبناء المجتمع، وغياب الالتزام بها في سلوكهم.

وأعطى مثالًا لذلك بغياب قيمة الحرية والعدالة وحقوق الإنسان، وضعف الالتزام بالأخلاق الفاضلة كالصدق والأمانة، ومراعاة النظام.

وتابع: هذه القيم غير راسخة في النفوس، وغير منعكسة على السلوك في مساحة واسعة من هذه المجتمعات.

وأبان سماحته إن من الظواهر السلبية ضعف الاهتمام العلمي والثقافي، وغياب الإبداع في علوم الطبيعة والحياة، فالعالَم يتقدَّم كل يوم في مختلف مجالات العلوم، ومساهمة مجتمعاتنا الإسلامية في هذا التقدم العلمي لا تكاد تذكر.

وتابع: حين نُسلّط الضوء على بعض المبادرات العالمية للإشادة بالمبدعين والمتميزين في إنتاجهم العلمي، مثل جائزة الملك فيصل العالمية، نجد أنه قد فاز بالجائزة في مجال العلوم المختلفة حتى 2019م، 59 عالماً من 14 جنسيّة، وليس فيهم من يحمل جنسية بلد إسلامي، عدا الفائزين في مجال الأدب وخدمة الإسلام.

وأضاف: نعم نجد في المسلمين من حصل على جائزة نوبل لكنهم يعدّون على الأصابع، ولا يُقاسون عددًا بمن فازوا بالجائزة من اليهود والمسيحيين والديانات الأخرى.

وتساءل: لماذا نجد ضعف الاهتمام العلمي، والإبداع المعرفي في مجتمعاتنا الإسلامية؟

وبيّن أن من الظواهر السلبية انخفاض مستوى الفاعلية والإنتاج ومستوى جودة الحياة، كالإنتاج الصناعي والزراعي والتكنولوجي، وفي مختلف المجالات.

وتابع: أصبح لجودة الحياة معايير ومقاييس عالمية فيما يرتبط بالخدمات الصحية، وفرص التعليم، والعمل، والأمن الاجتماعي، والتخطيط العمراني، والحوكمة والشفافية، ومجالات الترفيه..ملتقى المنبر

وأضاف: الدول والمجتمعات الأخرى تتنافس على تحقيق أعلى الدرجات فيها، بينما لا تزال معظم مجتمعاتنا الإسلامية تحتل أدنى المراتب في المؤشرات والتقارير الدولية لجودة الحياة.

ومضى يقول: من الظواهر السلبية في المجتمع ضعف المشاركة والاقبال على العمل التطوعي الإنساني، في مقابل الإقبال على الأعمال الدينية، كبناء المساجد والحسينيات، وأداء الحج والعمرة، وزيارة العتبات المقدسة، وحضور المآتم وإقامة الشعائر، وهي أعمالٌ حسنة مرضيّة عند الله تعالى.

ومؤكدًا أنه يتطلع لمثل هذا الإقبال والتفاعل مع الجمعيات الخيرية، والأندية الرياضية، ولجان الاهتمام بالبيئة، وبذوي الاحتياجات الخاصة، ومراكز البحث العلمي والإبداع الفني.

وذكر سماحته أن من الظواهر السلبية كثرة الخلافات والنزاعات في المجتمعات الإسلامية وخاصةً في الأوساط الدينية، حتى أن البعض يستخدم الأمور العبادية في إذكاء حالة الصراع والخلاف.

بيان السيد السيستاني

من جهة أخرى أشاد الشيخ الصفار ببيان المرجعية الدينية العُليا لسماحة السيد علي السيستاني الذي صدر بمناسبة قرب حلول شهر المحرم 1441هـ كوصايا للخطباء والمبلّغين.

ملتقى المنابر

هذا وقد شارك في الجلسة الأولى بالإضافة لسماحة الشيخ الصفار سماحة السيد حسن النمر، وأدار الجلسة الشيخ محمد علي الصادق.

وفي الجلسة الثانية التي أدارها الشيخ وجدي المبارك، شارك كل من الشيخ عبدالجليل البن سعد و الدكتور جاسم العلوي.

وفي الجلسة الثالثة التي أدارها الخطيب الحسيني محمد الجنبي، شارك كل من الشاعر جاسم المشرف، والرادود محمد الحبيل.

وختم الملتقى الخطيب الحسيني الشيخ محمد أبو زيد باستعراض أهم النتائج والتوصيات.

ملتقى المنبرملتقى المنبرملتقى المنبرملتقى المنبر