الشيخ الصفار خلال محاضرته بالرميلة

عناصر الفساد تعددت و تنوعت في وقتنا الحاضر


حمزه بوفهيد ــ العمران

استهل الشيخ حسن بن موسى الصفار محاضرته التربوية التي ألقاها ببلدة الرميلة بمدينة العمران مؤخراً أمام حشد كبير من الشباب، بالآية القرآنية رقم 59 من سورة مريم: " فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا " وبعد الآية الكريمة بدأ المحاضرة حيث قال: يود الإنسان المؤمن أن يكون أولاده صالحين، والمجتمع المسلم يرغب أن يكون الجيل الجديد من الناشئة سائرين على طريق الدين لكن المسألة لا تتحقق بمجرد التمني والرغبة وحدها لا تكفي، لأن هناك ظروفا يعيشها الأبناء والشباب والبنات تؤثر على حياتهم وتوجيههم، فإذا لم تتهيأ الأجواء المناسبة للصلاح والإصلاح فلا يتحقق للأبناء ما نتمناه لهم.
و قارن الصفار بين عناصر الفساد في الماضي التي وصفها بالبساطة عنها في وقتنا الحاضر التي تعددت وتنوعت، وقال: بدأنا نرى توجهات غربية لأولادنا على مستوى الوطن كله.
وأبدى اندهاشه من وجود ظواهر سلوكية سيئة متنوعة في المملكة وهي التي يدرس أبناؤها المنهج الديني في جميع مراحل التعليم، بشكل كبير وهو أوسع منهج على مستوى العالم الإسلامي، و تساءل الصفار: كيف تنتج هذه الظواهر السلوكية السيئة من الشباب؟
كذلك تطرق الصفار في محاضرته الى عدد من الإحصائيات حيث قال: قرأت إحصائية عن المحاكم الشرعية في المملكة هذه الإحصائية لحوادث القتل حيث انها في الماضي كانت الحوادث التي تصل إلى المحاكم تعد بالعشرات فقط ولكن في عام 99م أي قبل سبع سنوات وصلت إلى 640 حالة في السنة الواحدة، وامتدت أعمال العنف للعمالة الأجنبية وتعرضهم للضرب والسرقة على أيدي الشباب.
وبين الصفار أن انتشار المخدرات هذا المرض الفتاك كان في السابق نادراً ما تجد شابا متورطا في المخدرات أما الآن بتاريخ 22 محرم في إحدى الصحف المحلية قال مدير مستشفى الأمل بالدمام يراجعنا يومياً 160 مدمن مخدرات وأضاف الصفار: هذا ما يخص المخدرات غير حالات المعاكسات والممارسات السيئة بين شباب المجتمع.
وأرجع ذلك إلى عدة أسباب أهمها: غياب دور الأسرة والتفكك العائلي وذلك بانشغال الأبوين عن رعاية الأبناء مما نتج عنه توجه الشباب والفتيات للفضائيات الهابطة ورفقاء السوء ومواقع الإنترنت المشبوهة.
أما مناهج التعليم فقد قال عنها: مناهج التعليم والتثقيف الديني مفيد وشيء نافع ولكن لابد من دراسة التجربة ونتائجها والمناهج بحاجة إلى إعادة نظر وتطوير ولا ينفعنا حشو أبنائنا بالمعلومات الدينية، وقال: إن التربية الدينية تركز على الحفظ أكثر مما تركز على الفهم وبناء السلوك القويم وقال: الحمد لله فيه توجه لإعادة النظر في المناهج لتكون قادرة على تربية المواطن الصالح و الإنسان المستقيم.
أيضاً تحدث عن الإعلام بأنه النافذة الكبيرة وما تنقله وسائل الإعلام من أنماط السلوك الغربي يشجع على الانحراف وأوضح الصفار: بأن هناك مؤسسات ضخمة في العالم تشجع على تعاطي المخدرات التي هي اربح ثاني تجارة في العالم بعد تجارة الأسلحة حيث تصل أرباحها إلى 500 بليون دولار، وأشار إلى أن الفساد والدعارة والانحراف الجنسي هناك مؤسسات كبيرة تدعمها لبث سمومها.
وفي الجزء الأخير من محاضرته شدد على حاجة الشباب لخطاب جديد يهتم بتثقيف الشباب حول همومهم وإيجاد برامج لاحتواء الفتيات والشباب وقال: لا بد من وضع برامج عمل حقيقية لمواجهة المخدرات وحوادث العنف والإجرام والسلوك الأخلاقي الذي يبث من خلال الفضائيات والانترنت.