الصفار لفضائية الجزيرة: تصريح الرئيس مبارك هفوة نأمل تجاوزها

ينضم إلينا من القطيف الشيخ حسن الصفار أحد علماء الشيعة في السعودية
_ شيخ حسن كيف تعلق أنت على تصريحات الرئيس حسني مبارك؟


بسم الله الرحمن الرحيم إن الساحة العراقية بما تشهد من أحداث عنف مرعبة تهدد بخطر حرب طائفية مدمرة، هي في أمسّ الحاجة لدور عربي منقذ لمساعدة الشعب العراقي على تجاوز هذه المحنة، والتمسك بوحدته ومقاومة الاحتلال، وجمهورية مصر العربية بثقلها العربي والدولي ولاحتضانها مقر جامعة الدول العربية يتوقع منها دور كبير على هذا الصعيد.

لكن ما نقل عن الرئيس حسني مبارك من تصريحات تشكك في ولاء شريحة كبرى من الشعب العراقي (وهم الشيعة) لوطنهم، لا تخدم مثل هذا الدور المأمول من العالم العربي ومن مصر بالذات.

كما أن التشكيك في ولاء جميع المواطنين الشيعة لأوطانهم ظلم وإجحاف يتنافى مع تاريخهم الناصع في الدفاع عن أوطانهم والإخلاص لمجتمعاتهم ويخدم مخططات الفتنة وتمزيق الأمة ويخالف مقررات قمة مكة الاستثنائية والتي ما جفّ حبرها بعد، وكان الرئيس المصري في طليعة المشاركين فيها.

إننا نأمل أن يكون التصريح هفوة غير مقصودة من الرئيس المصري.

طيب الشيخ الصفار: تجاوزا لتصريحات الرئيس المصري، منذ أسابيع قليلة تحدث عدد من المسئولين الأمريكيين عن احتمال إجراء مفاوضات أو محادثات مع إيران فيما يتعلق بدور محتمل أو مفترض في إيران في الوضع العراقي، وإيران لم تعارض ولم تقل أن مثل هذا الحديث لم يجري، على ماذا يدل ذلك برأيك رغم كل النفي عن وجود إيراني في أوساط الشيعة تحديداً في العراق؟

ليس الكلام حول وجود دور إيراني أو عدم وجود دور، وإنما الكلام هل ذلك يعني أن المواطنين الشيعة في العراق وفي البلدان العربية الأخرى ينقصهم الولاء لأوطانهم؟ هذا الكلام غير صحيح. وجود دور إيراني هذا أمر راجع للظروف السياسية التي تعيشها الساحة العراقية.

وكنا نتمنى أن يكون الدور العربي في العراق أكثر وأبلغ من أي دور آخر لكن التقصير والقصور العربي هو الذي فتح المجال للأدوار الأخرى.

أما أن يكون التشكيك في دور المواطنين الشيعة في كل بلدانهم لأوطانهم فهذا إجحاف وظلم ومخالف للحقيقة. الشيعة هم الذين قادوا ثورة العشرين في العراق فهل كان في ذلك شك في وطنيتهم؟
الشيعة في البحرين هم الذين صوتوا لاستقلال البحرين ولم يقبلوا بالانضمام إلى إيران.

الشيعة في المملكة العربية السعودية هم الذين بادروا لمبايعة الملك عبد العزيز.

قد يقال لك شيخ حسن الصفار أن الأوضاع تغيرت الآن عن هذه الأحداث التاريخية يعني المعروفة والمشهودة للشيعة في المنطقة.

وحتى الآن، يعني نحن نرى الآن الشيعة في المملكة العربية السعودية مدى التفافهم حول حكومتهم وتجاوبهم مع الحوار الوطني وبعدهم عن الإرهاب والعنف رغم وجود محاولات كثيرة من قبل أطراف عديدة لمحاولة جر الشيعة إلى مواقف أخرى ولكن إخلاصهم لوطنهم هو الذي يمنعهم من ذلك.

وكذلك في البلدان الأخرى في لبنان الشيعة الآن في مقاومتهم لإسرائيل وتحريرهم جنوب لبنان هل هذا يدل على نقص في ولائهم لوطنهم؟

هذا التعميم إنشاء الله يكون هفوة وزلة لسان غير مقصودة.

الشيخ حسن الصفار من القطيف شكرا لك.