الزحيلي والصفار يؤكدان علي ضرورة الالتفات إلي الخطاب المعتدل

في ليلتها الثالثة ضمن الدورة العلمية الأولي للخطباء

الزحيلي والصفار يؤكدان علي ضرورة الالتفات إلي الخطاب المعتدل

02/05/2006
كتب - عبدالله المهدي:

ضمن فعاليات الدورة العلمية الأولي للخطباء والدعاة التي تنظمها وزارة الشئون الإسلامية برعاية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الشئون الإسلامية الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة
والتي تقام في مركز أحمد الفاتح الإسلامي تحدث الدكتور وهبة الزحيلي عن واقع المسلمين اليوم حيث أشار في محاضرته التي عنوانها ''المسلمين مع غيرهم تعامل وحضارة'' إلي أن المسلمون أمام تحديات شرسة وهجمة يراد بها زعزعة وحدة المسلمين والإساءة إلي الإسلام وتعاليمه ولا بد أن يكون للمسلمين دور في حماية تاريخ الإسلام والمسلمين وصيانة وحدة الأمة.

وأكد الزحيلي أن هذه المؤتمرات توحد المهام وتشعر النفوس وتثير التوجيهات نحو نصرة الإسلام ضمن حدود التعامل الحضاري الراقي والإنساني مشيراً إلي أن العدو لا يفرق بين المسلمين وأن هجمته واحدة عليهم بجميع طوائفهم ومذاهبهم وانه من الطبيعي أن يكون لنا دور فاعل في ترسيخ وجودنا وقال ''نحن أمة واحدة ولا يجوز أن يفرقنا عدو''.

وأضاف الزحيلي انه لا مانع من وجود مذاهب في الفروع والجزئيات ولابد أن نحافظ علي قدسية الشعائر الإسلامية منوها إلي أن أمة الإسلام هي أمة البيان وإنها أمة تمقتُ العدوان وتفتخر دائماً في أن تكون أمة الوسطية والاعتدال وانه لا يصح لبعض القائلين والمتحدثين في الفضائيات أن يقـولــوا إن هــذا يعبر عــن ضعف ووهن.

وأكد الزحيلي علي جملة من الحقوق التي لا بد أن يتمتع بها أبناء الأمة الإسلامية وأولها حق الحرية حيث لا إكراه في الدين وحق المساواة حيث لم يكن هناك أي تفريق بين البشر فضلاً عن المسلمين وحق المواطنة حيث قال ''أعلنت ان المسلمين وغيرهم هم سواء في حق المواطنة ولا يمكن بحال من الأحوال أن نجرد أي إنسان منحته الدولة الجنسية وأثبت ولاءه للدولة الإسلامية ولا يحق أن يقال إن غير المسلمين هم مواطنون من الدرجة الثانية فهم افتراء علي الإسلام، مشيراً إلي أن المواطنة تقتضي تحقيق الغايات وإخلاص الانتماء للوطن الواحد.

وقال الزحيلي إني أستغرب أن أجد في بعض المناسبات أن المنبر يستخدم للدعاية لفئة أو أفكار أو طائفة، فعلى الخطيب أن يكون مترفعاً عن الدخول في هذه المتاهات بما يتناسب ودعوة المصطفي ''ص''.

ومن جهته أشار الشيخ حسن الصفار في كلمته ''الحوار والانفتاح لغة العقلاء'' أن برنامج الدورة هادف وقيم ويدعو إلي الخير والإصلاح مجيباً علي السؤال ، لماذا العقلاء فقط بنقطتين، الأولي : إن العقلاء ليحترمون العقل ويفهمون لغة العقل بذلك ينطلقون منه ومعه، والثاني إن العقل يهدي الإنسان إلي أن أفضل علاقة لتنظيم علاقته مع الآخرين هو الحوار والانفتاح وعلي العكس من ذلك يسود التشنج وتتأزم أركان المجتمع، مشيراً إلي أن لفظ العقلاء ليسوا في المقابل المجانين والعقلاء هم الذين يستخدمون عقولهم في مواقفهم وعلاقاتهم دون عواطفهم وانفعالاتهم.

وأكد الصفار أن الناس في كل مجتمع بشري يختلفون في مصالحهم وانتماءاتهم، وانه عند الاختلاف لا بد من الرجوع إلي لغة تجمع الكل ولا يوجد أفضل من لغة العقل.

وأشار الشيخ الصفار أن الإيمان لا يجعل الإنسان ملاكاً وفي حالة الاختلاف لا بد من ضوابط فالعقل يهدي الإنسان ، والإنسان يهدي الإنسان إلي هذه الضوابط وهو الطريق الأفضل للجميع لحل هذا الاختلاف.

وقال الصفار: ''يجب أن نعترف أن هناك توجهات متطرفة ومتشددة عند جميع المذاهب ولكننا ندعو العقلاء إلي فرض لغة العقل والحوار وتغليب الحكمة أما التفكير في الوصول إلي حل حاسم في الاختلافات فهو تفكير صعب المنال''.

وفي تصريح لـ ''الميثاق''، قال وكيل وزارة الشئون الإسلامية الشيخ فريد المفتاح أن عناوين الدورة العلمية الأولي للخباء والدعاة قد اختبرت بصورة دقيقة حيث شكلت لها لجنة لإعدادها''.

وأضاف المفتاح لقد حاولنا أن نفعّل دور الوزارة في استراتيجيات وخطتها الجديدة من أجل أن تتعاطى مع ما يحدث في بلاد المسلمين من أجل أن تتوحد كلمة المسلمين ومن أجل أن نرتقي بنوعية الطرح.

وأكد المفتاح أنهم أرادوا أن يكون المبلغون والدعاة علي درجة عالية من الطرح التحديثي والتجديدي الذي يخدم وحدة المسلمين.

(جريدة الميثاق، الثلاثاء 2/5/2006م)