الشيخ الصفار الإنفاق على الشأن العام من أفضل مصارف الثروة

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

أكد سماحة الشيخ حسن الصفار على أن أفضل مصرف للثروة، هو الإنفاق على الشأن العام، وتوظيفها لصالح الدين والمجتمع.

وشدّد على ضرورة أن يبذل الإنسان جزءًا من وقته وجهده وماله لخدمة مجتمعه ووطنه.

جاء ذلك ضمن المحاضرة التي ألقاها في منزل الحاج يونس الجارودي بالقديح مساء يوم السبت 10 رمضان 1444هـ الموافق 1 أبريل 2023م.

ودعا سماحته إلى إشاعة ثقافة العمل التطوعي، فهناك حاجة لعدد من الجمعيات التطوعية في مختلف المجالات.

وتابع: الدولة قررت أن تعتمد سياسة جديدة وهي فتح المجال أمام العمل التطوعي حتى يصل عدد المتطوعين في المملكة مليون متطوع حسب رؤية 2030.

وتحدث عن حاجة المجتمع إلى الكثير من العمل الأهلي "فهنالك مواقع كثيرة على المستوى الاجتماعي فيها نقص وبحاجة لتأسيس مؤسسات تدعمها".منزل يونس الجارودي

وأشار إلى الحاجة لجمعيات أهلية في التعليم والخدمات البلدية وقضايا الصحة كجمعية أصدقاء مرضى السرطان وأصدقاء مرضى الكلى وجمعية أمراض الدم الوراثية وغيرها.

ودعا أن يكون للناس دور المشاركة في الخدمات العامة، "ولا ربط لذلك بثراء الدولة أو فقرها، فهناك دول ثرية على مستوى العالم في أمريكا وأوروبا وفيها مشاركة مجتمعية".

وأكد أن عنوان العمل التطوعي والمشاركة المجتمعية أصبحا عنوانين بارزين على المستوى الوطني، داعيًا لعدم التخلف عن ركب باقي مناطق المملكة.

وتابع: نعيش في وطن نرى الناس يتسابقون فيه على البذل والعطاء وتأسيس الخدمات والمؤسسات المختلفة ولا يصح لنا أن نكون متأخرين عن الركب.

وتحدث الشيخ الصفار عن مجموعة من رجال الأعمال وعن مشاركاتهم المجتمعية في المنطقة كمؤسسة عبدالعزيز ومحمد وعبداللطيف، أبناء حمد الجبر في الأحساء.

واستعرض سماحته بعض المشاريع التي أنشأوها ، كمشروع الإسكان الخيري في الاحساء المتمثل في250 وحدة سكنية كلفتها 62 مليون وزعت على العوائل الفقيرة من السنة والشيعة عبر الجمعيات بعد عمل قوائم وقرعة بينهم.

وتابع: بالإضافة إلى تبرعهم لبناء النادي الأدبي في الأحساء، ومركز حمد الجبر لعلاج الأورام، ومستشفى العيون، ومركز الجبر للكشف المبكر للسرطان، ومركز الجبر للكلى، ومركز للأطراف الصناعية، ومجمع تعليمي ابتدائي ومتوسط وثانوي، ومستشفى الجبر لعلاج الإدمان حيث يعد تكلفة كل مشروع بالملايين.

وتسائل: ما دمنا نعيش في ساحة فيها مثل هذه المبادرات والأنشطة، هل يصح لنا أن نتخلف عن الركب ونبقى محدودي العطاء والانفاق والعمل في هذا المجال؟

ومضى يقول: لا نقلل من شأن رجالاتنا وعطاءاتهم وإنما نطمح أن تكون عندنا مبادرات على المستوى القائم في الوطن.

وبمناسبة ذكرى وفاة أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد أشار سماحته إلى ضرورة أخذ الدروس والعبر للتمثل بالقيم العظيمة التي هي سبب مكانة هذه المرأة الجليلة.

وأوضح أن إحدى النقاط البارزة في شخصية السيدة خديجة تتمثل في عطائها اللامحدود حيث وظفت ثروتها الكبيرة في صالح الدين والمجتمع.

وتابع: يجب أن نبحث عن مكامن العظمة في مثل هذه الشخصيات وأخذ الدروس منها وليس التركيز فقط في تفاصيل حياتهم.

وأضاف: للسيدة خديجة حق في عنق كل مسلم وفضل على الجميع لأنها وقفت وآزرت ودعمت رسول الله .

وبيّن أن من مكامن العظمة في شخصية أم المؤمنين خديجة اكتشافها لشخصية رسول الله .

وتابع: كثير من الناس قد يعاشرون بعض المصلحين والمتميزين والواعدين ولكنهم لا يتوفقون لاكتشاف شخصياتهم.

وأضاف: المتميزون وذوي المواهب والشخصيات الكفؤة في كثير من الأحيان تكون مجهولة في مجتمعاتها، أو محجوبة بالتنافس السلبي والتحاسد القائم في المجتمعات.

وأبان أن الناس الذين يمتلكون فراسة وتوهجًا ذهنيًا هم الذين يكتشفون المواهب والكفاءات ويفهمون ماذا يريد هذا الشخص؟ وما هو المستقبل الذي يطمح إليه في مجتمعه؟

ولفت إلى أن السيدة خديجة اكتشفت شخصية رسول الله من خلال سلوكه وسيرته واكتشفت أن الرسول لم يكن إنسانًا عاديًا بل له مستقبل مهم، وبادرت إلى التصديق بنبوته حين أخبرها بنزول الوحي عليه.

منزل يونس الجارودي