الشيخ الصفار يدعو للتوازن في العلاقات الاجتماعية وترك مسافة آمنة

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

قال سماحة الشيخ حسن الصفار: إن الاعتدال والتوازن مطلوب من الإنسان في كل المجالات، فلا إفراط ولا تفريط.

ودعا أن يحرص الإنسان على التوازن والاعتدال في مجال العلاقة مع الآخرين، فلا يكون حبه لآخر دافعًا لذوبانه فيه، وفقدانه لاستقلاله، وتجاوز القيم والمبادئ من أجله، ولا أن يكون على حساب الآخرين.

جاء ذلك في خطبة الجمعة 5 ذو الحجة 1444هـ الموافق 23 يونيو 2023م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: المسافة الآمنة في العلاقات الاجتماعية.

وتحدث سماحته عن ثلاثة حدود للمسافة الآمنة هي: رعاية الحقوق، واحترام الخصوصيات والأسرار، والاعتدال والتوازن.

وأوضح أن الاعتدال والتوازن مطلوب من الإنسان في مجال الخلاف وسوء التفاهم، "فعلى الإنسان أن يترك خط الرجعة، ولا يقطع العلاقة ما أمكن".

وتابع: حتى حب الإنسان وبره لوالديه لا ينبغي أن يكون على حساب زوجته، فنفقتها الزم عليه من نفقتهما مثلًا.

وأضاف: وفي مجال الثقة والاطمئنان لا ينبغي أن تكون العلاقة سببًا للتساهل في توثيق الحقوق، اعتمادًا على القرابة والصداقة والثقة.

وشدد على وجوب الاعتدال في توقعاتك من الآخرين، وتفهم ظروفهم.

ومضى يقول: ما يطلبه الزوج من زوجه، والصديق من أصدقائه، والوالدان من أبنائهما، ينبغي أن يكون ضمن دائرة الممكن، ويراعى فيه ظرف الطرف الآخر وأوضاعه، فلا يكون تحقيق الطلب على حساب ظروف الآخرين وأحاسيسهم ومشاعرهم، فهذا ليس إنصافًا، وسيؤدي إلى تعقّد العلاقات معهم.

وحثّ على أن يحافظ الإنسان على خصوصيته وأسراره، في علاقاته مع الآخرين، حتى القريبين منه، كما أن عليه أن يحترم خصوصية الآخرين وأسرارهم.

واستنكر ما يقوم به البعض من حالة الفضفضة مع الآخرين من أقرباء وأصدقاء، فيتحدث عن نقاط ضعفه الخاصة أمامهم، أو عن شؤونه العائلية، أو قضايا عمله مما لا شأن للطرف الآخر به، وقد يقوده فضوله لتتبع أخبار الطرف الآخر وأسراره، وذلك ما يؤدي إلى أخطاء وارتدادات ضارة.

وأشار إلى أن العلاقة السليمة تقوم على الاحترام المتبادل للحقوق، فاذا ما تجاوزت على حقوق من ترتبط معه بعلاقة أباً كان أو ولداً أو زوجاً أو زوجة أو أخاً أو صديقاً أو زميلاً، فقد يحصل هناك حادث تصادم ونزاع واختلاف.

وتابع: ومن تلك الحقوق حق الاحترام وعدم الإهانة والإيذاء.

وأبان أن من أخطر التحديات والامتحانات التي يواجهها الانسان في الحياة، امتحان العلاقة مع الآخرين في محيطه الاجتماعي، فحين تكون علاقته جيدة مع من حوله، يكون أقرب إلى الرضا عن نفسه، والنجاح والسعادة في حياته.

وتابع: حين تتعثر علاقاته مع الآخرين، ينعكس ذلك سلباً على استقراره النفسي، وتتعقد حياته، ويكون أقرب إلى التعاسة والشقاء.

وبيّن أن نسبة من المشاكل في العلاقات الاجتماعية سببها اهمال المسافة الآمنة في العلاقة بين الناس.

وذكر أن مصطلح (المسافة الآمنة) يستخدم ضمن قواعد السلامة المرورية، وتعني "أن يترك قائد المركبة (السيارة) مسافة بينه وبين السيارة التي تسير أمامه، لتجنب الارتطام بها عند الوقوف المفاجئ، أو الانحراف المباغت".

وقال: هناك اختلاف في الآراء، وتضارب في المصالح، وتباين في الأمزجة والطباع، كما يحصل للإنسان تحولات وتغيرات في عواطفه ومشاعره، والمسافة الآمنة تساعد على مواجهة ارتدادات أي تحول أو تغيير في سير العلاقة، وتقلل الخسائر والأضرار.

وعن المسافة الآمنة قال سماحته أنه يقصد بها "أن يحدد الانسان المستوى والدرجة المناسبة في علاقته مع كل أحد".

لمشاهدة الخطبة:
https://www.youtube.com/watch?v=lweaevoIWDo