الشيخ الصفار يدعو لقراءة فكر علي ونشره في العالم

 

قال سماحة الشيخ حسن الصفار إن فكر الإمام علي يمثل الإسلام الأصيل ويؤكد القيم الإنسانية ويعالج قضايا المجتمع.

وحث المنتمين لمدرسة علي على تحمل مسؤولية نشر فكر علي وتعريف العالم به.

جاء ذلك في خطبة الجمعة 19 ذو الحجة 1444هـ الموافق 7 يونيو 2023م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: الإمام علي فكرٌ مغيّب.

وأوضح سماحته أن الإمام عليًا ترك للأمة ولأجيال البشر تراثًا فكريًا عظيمًا، لكن المتكالبين على السلطة والحكم، أرادوا حرمان الأمة والبشرية من كثير من عطاءه الفكري.

وتابع: لقد ناوأوا عليًا وحاربوه وعملوا على اشغاله بالمعارك والصراعات، وتأليب الناس عليه، ومحاصرة فكره وتراثه.

وأضاف: في عهد الدولة الأموية كان ذكر الإمام علي مخاطرة، والرواية عنه جرمًا، وأصبح يشتم على المنابر، "فكانت النتيجة تغييب فكر علي، حيث بقيت آثار ذلك في القرون اللاحقة".

وأبان أن تأثير ذلك الحصار والتغييب لفكر علي استمر إلى عصرنا الحاضر، حيث تجد أعلامًا في الأمة ومفكرين وباحثين كبارًا، لم يطّلعوا ولم يتعرّفوا على فكر علي إلا عن طريق المصادفة.

واستشهد بما ذكره مفتي الديار المصرية الشيخ محمد عبدُه أنه اطّلع على كتاب «نهج البلاغة» مصادفة، ومثله ما ذكره الشيخ مرتضى المطهري من قصة تعرفه على عالم نهج البلاغة.

وأبدى تأسفه إذ لم يكن (نهج البلاغة) مقررًا دراسيًا في مراكز الدراسات الإسلامية كالحوزات العلمية والأزهر الشريف، ولا مصدرًا أساسيًا، ولا كتابًا مهمًا يتقصدون قراءته، لكن من يطلع عليه بالصدفة تصيبه الدهشة، ويسيطر عليه الانبهار والاعجاب.

وأبان أن تغييب فكر الإمام علي هو ظلم بحق الفكر والمعرفة، وخسارة للأمة والإنسانية، واستحضار فكر الإمام علي وبثه في ساحة الأمة، وعلى الصعيد العالمي يحقق مكاسب عظيمة.

وتابع: إن فكر علي يمثل الصورة المشرقة للإسلام في أصالته ونقائه، وفي تأكيده على القيم الإنسانية الأساس، التي هي مقاصد الدين، كالعدالة والكرامة والمساواة وحقوق الإنسان.

وأضاف: في مواجهة فكر التطرف والتشدد، واتجاهات الإرهاب والعنف، ما أحوج شباب الأمة للانتهال من فكر علي الذي أسس لمواجهة التطرف والعنف، وقاد المعركة ضد الخوارج المارقين.

وحثّ على نشر فكر علي على مستوى العالم بمختلف اللغات الحيّة، في مقابل الصورة المشوهة عن الإسلام التي يبثها اليمين المتطرف في الغرب.

وبيّن أن الإمام عليًا رافق النبي طوال حياته في الدعوة، وعاش تجربة تأسيس الكيان الإسلامي عن قرب أكثر من غيره.

وتابع: إلى جانب إحاطة الإمام علي بعلوم الشريعة، فقد منحه الله بصيرة نافذة، وفكرًا وقّادًا، يتأمل به في شؤون الطبيعة والخلق، وقضايا المجتمع، وخبايا النفوس، وحركة المشاعر والسلوك عند بني البشر.

وأضاف: لقد كشف علي في خطبه وكلماته ما أودع الله تعالى في خلقه من مظاهر الحكمة والابداع، وسنن الكون، وقوانين الوجود، ومآلات حركة التاريخ، ومسارات حياة الأمم والمجتمعات، وتحدّث عن كل ذلك بأرقى مما تحدث به الفلاسفة والمفكرون من عباقرة البشر.

وفي جمع من المصلين قال سماحته: يجب أن نشعر بالتقصير تجاه فكر الإمام علي ، ونحن ننتسب إليه، ونُعلن انتماءنا لأهل البيت .

وتابع: كان علي متفردًا في علمه، متميزًا في فكره، وكان سخيًّا في عطائه العلمي والفكري، لا يترك فرصة ولا مناسبة إلا استثمرها في تبيين معالم الدين، ومقاصد الشريعة، وتوعية الناس وتثقيفهم، وتوسيع مداركهم الفكرية، وإصلاح سلوكهم الاجتماعي.

وتسائل: ما هو مستوى حضور فكر علي في أوساط حوزاتنا ومثقفينا وأدباءنا، وأين هو دور نهج البلاغة في بنائنا الثقافي وواقعنا الاجتماعي ومسارنا السلوكي؟

صلاة الجمعةصلاة الجمعةصلاة الجمعةصلاة الجمعةصلاة الجمعةصلاة الجمعةصلاة الجمعة