الشيخ الصفار يدعو لمواجهة تحديات الحياة بالثقة والأمل والنشاط

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

قال سماحة الشيخ حسن الصفار إن أبناءنا وفتياتنا وهم يواجهون تحدّيات الحياة المختلفة في هذا العصر، في حاجة كبيرة لإحاطتهم بالأجواء الإيجابية ليستقبلوا الحياة بوعي وثبات، وليكونوا أقدر على استيعاب الضغوط ومواجهة التحدّيات.

وتابع: إن مواجهة تحديات الحياة تحتاج إلى ثقافة واعية، لرفع المعنويات، وترسيخ الثقة في النفوس، وفتح نوافذ الأمل.

جاء ذلك في خطبة الجمعة 17 شوال 1445هـ الموافق 26 أبريل 2024م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: مواجهة التحدّيات.

وأوضح سماحته أن الحياة ليس رحلة سياحية للترفيه عن النفس، بعيدًا عن الالتزامات والهموم، بل هي مسرح ابتلاء وامتحان، لبلورة إرادة الإنسان، وإظهار الطاقات والقدرات الكامنة في داخله، حتى تتكامل شخصيته.

وتابع: هذا ما تؤكد عليه الرؤية الدينية للحياة، ولوظيفة الإنسان ودوره فيها، فقد تحدّثت عدة آيات قرآنية عن مفهوم الابتلاء كعنوان وغرض لوجود الإنسان في هذه الحياة.

وأبان أن الإنسان يواجه في هذه الحياة مختلف التحديات، وهي موادّ امتحانه واختباره تحديًا من داخل ذاته، حيث يتعرض جسمه للإعاقات والأمراض والآلام، وتتعرض نفسه للأزمات والاحباطات، ويتردد فكره بين مختلف الآراء والخيارات.

وتابع: كما يواجه التحدي في علاقاته مع أبناء جنسه ومحيطه الاجتماعي، ومع ظروف الطبيعة ومتغيراتها وكوارثها، وهناك تحدي توفير متطلبات العيش والحياة.

وأضاف: كلما تطورت الحياة، اتسعت اهتمامات الإنسان، وازدادت رغباته وتطلعاته، وارتفعت حدة المنافسة بين بني البشر، وبذلك تتضاعف التحديات وألوان الامتحانات التي يواجهها الإنسان.

وذكر أن التقارير تتحدث حول ارتفاع منسوب القلق والضغوط النفسية التي يعانيها الإنسان المعاصر.

ونقل عن مدير مركز أبحاث الرفاهية البروفيسور جان إيمانويل دي نيفي قوله: إن الشباب في جميع أنحاء أميركا الشمالية "أصبحوا الآن أقل سعادة من كبار السن"، مع توقع حدوث نفس هذا التحول "التاريخي" في أوروبا الغربية.

وأضاف: تأتي هذه التغييرات وسط قلق متزايد بشأن تأثير ارتفاع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم المساواة في الدخل، وأزمة الإسكان، والمخاوف بشأن الحرب وتغير المناخ على سعادة الأطفال والشباب.

وأبان سماحته أن الله تعالى حين خلق الانسان في هذه الحياة، وجعله في معرض الابتلاء والامتحان بألوان التحديات والمشاكل، فإنه زوده بالوسائل والأدوات التي يخوض بها معركة الحياة ويواجه تحدياتها، وهبه قدرة عقلية، ومنحه إرادة نفسية، وزود جسمه بالحواس والعضلات.

وتابع: كما سخر للإنسان ما في الكون من إمكانات، ليوفر له فرص النجاح في الامتحان، والقدرة على مواجهة التحديات والتغلب عليها.

وأضاف: لكن مركز القرار في المواجهة هو نفس الإنسان وهي منطقة العواطف والميول والنزعات والرغبات، وهي خط المواجهة الأول، فضمنها يقرر الانسان المواجهة أو الاستسلام، والهزيمة أمام التحديات.

وبيّن أن مواجهة الأزمات والمشاكل يحتاج إلى الثقة بالنفس، فالله سبحانه منحك قدرات وطاقات، وسخر لك الكون والحياة.

وتابع: ويحتاج إلى الأمل، وهو الوقود الذي يحرك الإنسان نحو الإنـجاز ومواجهة المشاكل والأزمات.

وتابع: ويحتاج إلى الهمة والنشاط، فمواجهة المشاكل تستلزم بذل الجهد والحركة، وليس التمني، ولا الاكتفاء بالدعاء.

وأشار إلى أن بعض المشاكل لا تحل بين عشية وضحاها، بل تحتاج إلى اهتمام ومحاولات متكررة، وقد يفشل الإنسان في حلها مرة أو أكثر، لكن عليه أن يتحلى بالصبر والنفس الطويل.

ومضى يقول: ينقل لنا التاريخ الماضي والمعاصر، والتجارب الحاضرة، ما حققه كثير من العظماء الذين واجهوا المشاكل بنفس طويل، وتجاوزوا حالات الفشل المتكررة، حتى حققوا الإنجازات العظيمة، مستشهدًا بسيرة توماس أديسون، الذي فشل في أكثر من 20 ألف تجربة، لكنه أصبح أشهر مخترع برصيد 1093 براءة اختراع أمريكية.