الشيخ الصفار: الأئمة يدعون إلى الانفتاح على المحيط الاجتماعي وعدم الانكفاء

 

قال سماحة الشيخ حسن الصفار إن لأئمة أهل البيت توجيهات مكثفة تدعوا شيعتهم للانفتاح على محيطهم الاجتماعي، وأخذ موقعهم كجزء لا يتجزأ من جمهور الأمة.

وتابع: إن بعض الشيعة اتجهوا للعزلة والانطواء على أنفسهم بسبب الظروف المناوئة لهم، لكن أهل البيت كانوا ضد هذا الاتجاه.

جاء ذلك في خطبة الجمعة 29 ذو القعدة 1445هـ الموافق 7 يونيو 2024م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: العزلة والانكفاء الاجتماعي في رؤية أهل البيت .

وأوضح سماحته أن أئمة أهل البيت حذّروا شيعتهم من الانكفاء والانعزال ودفعوهم للانفتاح على جمهور الأمة والتواصل معهم، والحضور في الفضاء الاجتماعي العام.

وأشار إلى دور الأئمة في دفع الكفاءات من أتباعهم للمشاركة في الشأن العام، لخدمة مصالح الدين والأمة، ولتجاوز سياسة التهميش والعزلة.

وتابع: ونتيجة لهذا التوجيه تبوأ عدد من تلامذة الأئمة الكفوئين مواقع مهمة في إدارة الشأن العام على الصعيد العلمي والسياسي والاجتماعي.

وذكر منهم أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ، ونوح بن درَّاج، وعلي بن يقطين، وعبدالله بن النجاشي.

وبيّن سماحته أن من بين المسارات التي اتخذها أئمة اهل البيت لكسر حصار العزلة تنمية الاستيعاب النفسي والمرونة الفقهية.

وتابع: من أجل تعزيز اندماج الشيعة في جمهور الأمة، وتثبيت حضورهم الاجتماعي، وتيسير مشاركتهم الفاعلة في الشأن العام، كان الأئمة يوجهون أتباعهم إلى تنمية قدرة التحمّل والاستيعاب في نفوسهم، وتحمّل اساءات بعض الجاهلين والمغرضين.

وأضاف: إلى جانب الاستيعاب النفسي، وجه الأئمة اتباعهم للأخذ بالمرونة في تطبيق الأحكام الشرعية، فأي حكم في المجال العبادي وفق مذهب أهل البيت، يؤدي الالتزام به إلى إثارة الطرف الآخر، يمكن تجاوزه والعمل وفق المذهب الآخر، فيما يصطلح عليه بالتقية.

ولفت إلى أن هذه الرؤية المبدئية الأصيلة لأئمة أهل البيت ، تحمل رسائل حضارية مهمة لمجتمعات الأمة في كل زمان ومكان.

وتابع: إنها تؤكد على تعزيز الوحدة والتآلف في المجتمع الإسلامي، وأنّ تنوع المذاهب الدينية لا ينبغي أن يكون سببًا للانقسام والخصام.

وأضاف: إن على أتباع المذاهب للتّحلّي بالاستيعاب النفسي لبعض إشكاليات الخلاف المذهبي فيما بينهم، وأن تعتمد الفتاوى الفقهية المذهبية منحى الواقعية والمرونة، لمنع حدوث التوترات الاجتماعية بمبررات دينية.

وأبان أن العزلة والانكفاء تكرس ضعف الثقة بالذات عند الفرد والمجتمع، وترفع مستوى الخوف والرهبة في النفس، وقد تتحول إلى رهاب اجتماعي.

وتابع: كما أنها تصنع الحواجز وتؤسس للانقسام المجتمعي، بينما يحرص الأئمة على تأكيد وحدة الأمة، واندماج شيعتهم في المحيط الاجتماعي.

وأضاف: إن العزلة والابتعاد عن الناس يعطي الفرصة لتشويه الصورة عن الفرد والجماعة، بينما التواجد والحضور الاجتماعي يتيح المجال للتعرف المباشر، وبروز الكفاءات والطاقات، ويمكّن من إيصال رسالة أهل البيت لجمهور الأمة.

لا حج بلا تصريح

وفي موضوع متصل حثّ الشيخ الصفار الحجاج على احترام الأنظمة والقوانين التي تضعها الدولة لتجري أمور الحج بنظام وانسياب.

وأبان أن مراجع الدين وفقهاء الأمة يؤكدون على ضرورة استصدار التصريح الخاص بالحج. رافضًا أي تجاوز لأنظمة الحج.