الشيخ الصفار: الأمة الإسلامية غنية بأدبيات الوحدة.. فقيرة لآليات تطبيقها

بيروت: ميثم الفردان

افتتح سماحة الشيخ حسن الصفار كلمته بالحديث حول آليات تحقيق الوحدة الإسلامية، معتبراً أن الأمة الإسلامية من أكثر الأمم حديثاً عن الوحدة في أدبياتها وعلى ألسنة قادتها الدينيين والسياسيين، في حين أنها تعاني من التمزق والتفرقة في داخلها التي فاقت جميع أمم الأرض.

وقد ركز حديثه حول أربع آليات "وهي من خلال ما نراه من تجارب البشر الذين نجحوا في تحقيق وحدتهم باعتماد هذه الآليات".

وقد اعتبر أن التساوي بين المواطنين في الحقوق والواجبات، بغض النظر عن آرائهم ومذاهبهم ودياناتهم ماداموا تحت ظل نظام سياسي واحد، أول الآليات لتحقيق الوحدة الداخلية في الأمة.

إلى جانب ذلك فقد اعتبر أن الآلية الثانية هي الاعتراف بحقوق الإنسان المادية والمعنوية، منتقداً الخطاب الإسلامي الذي أهمل الاهتمام بدراستها قائلاً: "ليس هناك نقاش مستفيض ممنهج حول موضوع حقوق الإنسان".

ويذهب الشيخ الصفار في الآلية الثالثة إلى أهمية الإقرار بالتعددية الفكرية والسياسية مذكراً بأن "وحدة الأمة لا تعني أن يتنازل الشيعة عن مذهبهم للسنة، ولا أن يتنازل السنة عن مذهبهم للشيعة".

واعتبر سماحته أن الآلية الأخيرة هي تجريم التحريض على الكراهية والإساءة، وأن: "يعتبر التحريض على الكراهية والإساءة لأي فئة أو طرف، جريمة يعاقب عليها".

جاء ذلك في المؤتمر العالمي لتكريم الإمام شرف الدين الذي عقد في بيروت (17-19 مايو 2006م)، وافتتح عصر الأربعاء 17 مايو بحضور حشد كبير من الشخصيات السياسية والدينية، كان من أبرز الحاضرين في جلسة الافتتاح سماحة رئيس مكتب مرشد الثورة الإسلامية، وألقيت فيه كلمات من ممثلي فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية، وفخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، دولة رئيس مجلس الوزراء في لبنان، ودولة رئيس مجلس النواب في لبنان، وغبطة بطريارك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك، وسماحة أمين عام حزب الله، وسماحة نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى وسماحة مفتي الجمهورية اللبنانية.

وقد قدم سماحة الشيخ الصفار بحثاً بعنوان (الإمام شرف الدين وثقافة التسامح) ضمن المحور الثاني الذي كان تحت عنوان (الحوار كمنهج للتعامل مع الاختلاف).

كما ألقى سماحته البيان الختامي للمؤتمر في الكلية الجعفرية بصور يوم الجمعة 19 مايو. بعدها زار سماحته مع المشاركين مؤسسات الإمام الصدر التربوية التي تشرف عليها السيدة رباب الصدر والسيد صدر الدين موسى الصدر.

وعلى هامش المؤتمر التقى سماحته بالعلماء المشاركين وجمع من الحاضرين منهم:
آية الله الشيخ محمد علي التسخيري، وآية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي، وآية الله الشيخ محمد آصفي محسني، وآية الله الشيخ محمد سند، والدكتور الشيخ عبدالجبار الرفاعي، والشيخ عبدالحسين صادق، والباحث الدكتور خالد زهري، ومفتى أستراليا الشيخ تاج الدين الهلالي، والدكتور حسن البنّا، والدكتور إدريس هاني، والدكتور الشيخ جعفر المهاجر، والمستشار الثقافي لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان الشيخ نجف ميرزائي.
والدكتور السيد جودت القزويني، والدكتور الشيخ مخلص الجدة، والسيد صدر الدين موسى الصدر، والباحث الدكتور علي يوسف نور الدين، وسماحة السيد هاني فحص، وسماحة الشيخ يوسف عباس مدير مركز مرفأ الكلمة في قم، والدكتور الشيخ محمد تقي سبحاني.

وقد زار سماحة الشيخ الصفار سماحة المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله مع المشاركين في المؤتمر.

إلى جانب ذلك فقد لبى سماحته دعوة وجهة إليه من قبل تجمع العلماء المسلمين ببيروت على وجبة غداء يوم السبت 20 مايو حضرها جمع من العلماء، وجرى النقاش حول أهمية قيام المشاريع التي من شأنها تعميق روح الوحدة في الأمة.

كما سجل سماحته في يوم الاثنين (22 مايو) حوار تلفزيونياً في فضائية العالم حول الإمام شرف الدين مع الإعلامي الأستاذ صلاح الدين الجورشي، و بعدها زار معهد الدعوة الجامعي للدراسات الإسلامية في بيروت.

والتقى سماحته يوم الثلاثاء (23 مايو) السفير السعودي ببيروت الأديب الدكتور عبدالعزيز خوجه.