الشيخ الصفار يلتقي الطلاب في جامعة تلسا – أكلهوما

مكتب الشيخ حسن الصفار

حل سماحة الشيخ حسن الصفار مساء يوم الثلاثاء 18/5/2010م على ضيافة الطلاب المبتعثين في مدينة تلسا ولاية أكلهوما، حيث ألتقى جمعاً من الطالبات والطلاب السعوديين في إحدى قاعات جامعة تلسا عصر يوم الأربعاء 19/5/2010م، وألقى الطالب باقر قريش كلمة رحب فيها بالشيخ الصفار وفيما بلي نص كلمته:

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدم باقر قريش

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين نبينا وحبيبنا الأمجد المصطفى محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

إخواني وأخواتي، الطلبة والطالبات..

كم هو رجل عظيم، والعظماء قلة نادرة في هذه الحياة، عرفناه صغارا فعودنا دائما أن يحتضننا بين جوانحه، ويسقينا من رحيق علمه، ويغذينا بتواضعه ونبله، ووفائه وكرم أخلاقة، وهاهو اليوم يقطع الأميال تلو الأميال ويتجشم المشقة وعناء السفر حاملا معه عبق الذكريات المتوج بأريج المسك ورائحة العنبر والفل والياسمين، ليقدم لنا من أرض الخير والحب والوفاء، من الوطن الحبيب ومن نسائم الريحان ونخيل القطيف يشرفنا هذه الليلة ليحوطنا بعنايته ودفئه الأبوي، كما عودنا دائما.. لنلتقي هذه الليلة مع قامة عملاقة من قامات العلم، إنه الشيخ حسن موسى الصفار من أبرز العلماء السعوديين المجددين في قضايا الفكر والثقافة، وأبرز المهتمين بقضايا الشباب وحل مشاكلهم وتحفيزهم نحو الهمة والعلم، والعمل والمسؤولية، والطموح وأداء الواجب الوطني، وهو صاحب تجربة غنية وثرية ملئت بها المحافل السعودية نتجه انطلاقته لإبراز طاقاته ومواهبه نحو العمل الوطني فقد أعطى الكثير ولازال يعطي بكل إخلاص ووطنية بلا كلل أو ملل، له صولات وجولات منذ كان شابا ولغاية الآن نتمنى له طوال العمر والمزيد المزيد من العطاء.

ونحن ياشيخنا العزيز ووالدنا الكريم، نطمئنك نحن أبنائك المبتعثين أننا بموقع ثقة خادم الحرمين الشريفين، وبموقع ثقة أهلنا في الوطن، وبفضل ملاحظاتك وتوجيهاتك التربوية الأبوية، فأبناؤك في ولاية اكلهوما جادون وحريصون في تحصيلهم العلمي، وفي تميز تخصصاتهم العلمية تخرج منهم قبل أسبوع دفعة تحمل مشاعل العلم لأرض الوطن، والبقية على عتبات الطريق، نحن متعطشين لأفكارك وإمدادك المعنوي فأهلا ومرحبا بك..

ثم ألقى الشيخ الصفار كلمة تحدث فيها عن مهمة اعمار الأرض وبناء الأوطان، وأنها مسؤولية الإنسان في هذه الحياة، لأن الله تعالى جعله خليفة في الأرض، وطلب منه عمارتها يقول تعالى: ﴿هو أنشأكم من الأرض وأستعمركم فيها وإذا كان القرآن قد تحدث عن العبادة كهدف للخلقة بقوله تعالى: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون فإن المقصود هو العبادة بمعناها الواسع المتضمن للبناء والتنمية والاعمار، وليس العبادة بمعناها المحدود المتداول، مذكراً بأن الله تعالى منح الإنسان أدوات الاعمار والتنمية وهي القوة العقلية والإرادة النفسية، كما سخر له طاقات الكون وثرواته.

مشيراً إلى أن الاعمار والتنمية بحاجة إلى الكفاءة العلمية والعملية وإلى سيادة القيم الصالحة، وإن توفر هذين الأمرين في المجتمع الأمريكي والمجتمعات الغربية هو سبب تقدمها، كما أن افتقاد المجتمعات الإسلامية لذلك هو سبب تخلفها.

داعياً الطلاب المبتعثين والمبتعثات إلى اغتنام فرصة وجودهم في مجتمع متقدم، وانتمائهم إلى جامعات علمية عريقة، وأن يجتهدوا في كسب العلم والمعرفة، والتأمل في التزام هذه المجتمعات بالقيم والسلوكيات الإيجابية، كسيادة القانون والتزام النظام، والجد في أمور الحياة والتسامح الديني والفكري والسياسي.

موصياً لهم بالحذر من السلوكيات السيئة التي تعاني منها المجتمعات الغربية، حتى يكونوا خير سفراء لوطنهم ودينهم ومجتمعهم.

ثم أجاب سماحته على أسئلة الحاضرين، وألقى الأستاذ محسن الغباري رئيس النادي السعودي كلمة الختام شاكراً للشيخ الصفار اهتمامه بتفقد أوضاع أبنائه الطلاب وتجشمه عناء السفر للالتقاء بهم وقدم للشيخ الصفار وثيقة شكر وتقدير.

وقد حضر اللقاء جمع من الطلاب والطالبات المبتعثين من مختلف مناطق المملكة، وإمام مسجد السلام للجالية ا

الدكتور فيصل خلال ترجمته لكلمة الشيخ الصفار

لإسلامية في تلسا فضيلة الشيخ محمد العياش، وبعض الطلاب المسلمين من بلدان أخرى. حيث قام الدكتور فيصل مطهر بترجمة بعض حديث الشيخ الصفار باللغة الإنجليزية.

مؤسسة الامام المهدي:

 وفي مساء يوم الأربعاء 18/5/2010م لبى الشيخ الصفار دعوة مؤسسة الإمام المهدي لأبناء الجالية الإيرانية والعراقية، حيث أقام صلاة الجماعة، وألقى كلمة حول دور التقوى في بناء شخصية الإنسان المسلم وصقل إرادته، وتجنبه الوقوع في مهاوي الشهوات والأهواء. مستحضراً صعوبة التحديات التي يعيشها المسلم في أجواء المجتمعات الغربية، وإنها يمكن أن تمنحه أفضل الفرص لتقوية إرادته والنجاح في امتحان مقاومة الأهواء والشهوات.

مستشهداً ببعض النصوص الدينية والقصص التاريخية، ثم أجاب على أسئلة الحاضرين.